للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النِّمَارِ عليهم العَبَاء [و] (١) السيوف، عامتهم أو كلهم من مضر؛ قال: فرأيت وجه رسول الله يتغير لما [رأى] (٢) بهم من الفَاقَةِ، فقام فدخل المنزل، فأمر بلالا فأَذَّنَ وأقام، ثم خرج فصلى بهم فخطب وقال: «﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ - إلى آخر الآية - ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: ١٨]- إلى آخر الآيتين -، تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ: - وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ». قال: فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّةٍ كادت كَفُّهُ أن تعجز عنها بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كَوْمَيْن من [ثياب وطعام] (٣)؛ فرأيت وجه رسول الله يتهلل كأنها مُذْهَبَةٌ، ثم قال رسول الله : «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهُ، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ [يُنْتَقَصَ] (٤) مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا» (٥).

• قال أهل اللغة: (النمار): جمع النَّمِرَة، وهي كساء أسود غليظ. وقوله: (مجتابي النمار) أي: لابسي هذه الأكسية، أي: جعلوا لها جَيْبًا وألقوها في عُنُقِهم، يُقَال: جُبْتُه وَاجْتَبْتُهُ: أي قَطَعْتُهُ. وقوله: (كومين من ثياب وطعام) أي: مثل [تَلَّيْنِ] (٦) من ثياب وطعام؛ يريد كثرة ذلك. وقوله: (يتهلل) أي: يَتَلَأْلَأُ


(١) وفي (ج): أو.
(٢) ليست في (س) و (ج).
(٣) وفي (ح): طعام وثياب.
(٤) وفي (ق): ينقص.
(٥) أخرجه مسلم في «صحيحه» (١٠١٧)، وأحمد في «مسنده» (١٩١٧٤)، والترمذي في «سننه» (٢٦٧٥)، والنسائي في «سننه» (٢٥٥٤)، وابن ماجه في «سننه» (٢٠٣)، وغيرهم.
(٦) وفي (ق): قُلَّين.

<<  <  ج: ص:  >  >>