للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


ثقة، والآخر عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهذا منكر الحديث وضعيفه، فحسين الجعفي وأبو أسامة يرويان منهما عن عبد الرحمن بن تميم الضعيف، إلا أنهما يغلطان في نسبه، فيقولان فيه: ابن جابر بدلا من ابن تميم، فهما بهذا يخلعان على الضعيف صفة الثقة، فإذا وجد المحدثون رواية أبي أسامة، أو حسين الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، يقولان، هذا خطأ إنما أرادا ابن تميم، والبخاري وأبو حاتم ممن يفعل هذا. بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (٥/ ٥٧٥)
وقال البزار: وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدًا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين بن علي الجعفي ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة أبو أسامة والحسين الجعفي، على أن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث، وإنما قالوا ذلك لأن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة، وعبد الرحمن بن يزيد ابن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي ، فقالوا: هو لعبد الرحمن بن تميم أشبه.
وقال المنذري: رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له، وهو أتم وله علة دقيقة امتاز إليها البخاري وغيره ليس هذا موضعها، وقد جمعت طرقه في جزء. الترغيب والترهيب (١/ ٢٨٢).
وله شاهد من حديث أبي الدرداء:
أخرجه ابن ماجه في "السنن" (١٦٣٧)، ويحيي بن سلام في "التفسير" (٢/ ٧٣٧)، والطبري في "تهذيب الآثار" (٣٥٤)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (١١٢١٧)، والثعلبي في "التفسير" (١٠/ ١٦٥).
من طريق سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله : «أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة؛ فإنه مشهود، تشهده الملائكة، وإن أحدا لن يصلي علي، إلا عرضت علي صلاته، حتى يفرغ منها» قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: «وبعد الموت، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فنبي الله حي يرزق».
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع في موضعين:
الموضع الأول:
زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسي، مرسل. قاله البخاري في "التاريخ الكبير" (١٢٨٨).
وقال ابن الملقن: إسناده حسن إلا أنه غير متصل، قال البخاري في «تاريخه»: زيد عن (عبادة) مرسل. "البدر المنير" (٥/ ٢٨٨ - ٢٨٩).
الموضع الثاني:
بين عبادة بن نسي، وأبي الدرداء:
قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفيه انقطاع بين عبادة بن نسي وأبي الدرداء، فإنه لم يدركه، والله أعلم. "التفسير" (٦/ ٤٧٣).
قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع في موضعين عبادة بن نسي روايته عن أبي الدرداء مرسلة قال العلاء وزيد بن أيمن عن عبادة بن نسي قاله البخاري. "مصباح الزجاجة" (٢/ ٥٩).
قال الشوكاني: قال العراقي في شرح الترمذي: رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعًا؛ لأن في إسناده زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي عن أبي الدرداء. نيل الأوطار (٣/ ٢٩٤).
ومن العجيب قول المنذرى: إسناده جيد!! (٢/ ٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>