كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب في الترغيب في الإيمان وفضله - فصل - ج: 1 - ص: 74

٤٥ - أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر، أخبرنا [أبو الشيخ] (١)، حدثنا [أحمد] (٢) بن سعيد (٣)، حدثنا هشام (٤)، حدثني محمد بن شعيب، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام (٥)، عن عبد الرحمن بن غنم أن أبا مالك الأشعري ﵁، حدثه أن رسول الله ﷺ قال: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، والتكبير والتسبيح يَمْلَأُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالقُرْآنُ - أَوْ قَالَ: وَالفُرْقَانُ - حُجَّةٌ لَكَ، أَوْ عَلَيْكَ؛ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» (٦)» (٧).

---

(١) وفي (ق): أبو الفتح.
(٢) وفي (س): أبو أحمد.
(٣) الذي وقفت عليه في مشايخ أبي الشيخ هو: محمد بْن أحمد بْن سعيد. أبو عبد الله المعروف ب ابن كساء الواسطيّ. فلعله هو قد حدث سقط.
(٤) هشام بن خالد بن زيد، و يقال: ابن يزيد بن مروان الأزرق.
(٥) هو: ممطور الأسود الحبشى.
(٦) أوبق نفسه؛ أي: أهلكها، ومن هذا قوله تعالى: (أَوْ يُوبِقُهُنَّ بِمَا كَسَبُوا)؛ أي: يهلكهن. «غريب الحديث» للخطابي (٢/ ٣٨٤).
(٧) صحيح:
أخرجه النسائي في "المجتبى" (٥/ ٥ - ٨)، وفي "الكبرى" (٩٩٢٥)، وابن ماجه (٢٨٠)، وابن حبان (٨٤٤) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٢٢٣)، والترمذي (٣٨٢٦)، والنسائي في "الكبرى" (٩٩٢٤)، وفي "عمل اليوم والليلة" (١٦٨)، وأحمد (٢٢٩٠٢، ٢٢٩٠٨)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٤٣٥، ٤٣٦)، وأبو عوانة (٦٠٠)، والطبراني في "الكبير" (٣٤٢٣)، والبيهقي في "السنن" (١/ ٤٢)، وفي "الاعتقاد" (ص: ١٧٦)، وابن منده في "الإيمان" (٢١١)، من طريق أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري، رفعه. وبعضهم يرويه، مختصرًا.
وقال الترمذي: حديث صحيح. وهذا السند منقطع، فإن أبا سلام لم يسمع من أبي مالك الأشعري، بينهما عبد الرحمن بن غنم، كما في رواية معاوية بن سلام.
وقال النووي في "شرح مسلم" (٣/ ٩٩): "هذا الإسناد مما تكلم فيه الدارقطني وغيره، فقالوا: سقط فيه رجل بين أبي سلام وأبي مالك والساقط عبد الرحمن بن غنم، وقالوا: والدليل على سقوطه أن معاوية بن سلام رواه عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما، ويمكن أن يجاب لمسلم عن هذا بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك وسمعه أيضا من عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك، فرواه مرة عنه ومرة عن عبد الرحمن، وكيف كان فالمتن صحيح لا مطعن فيه، والله أعلم".