كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الترغيب في الحج - فصل - ج: 2 - ص: 279

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

---

= وبه ضعفه البيهقي كما في الشعب (٥/ ٤٨٦)، وابن الجوزي في العلل.
وذكر له ابن عدي أحاديث منها حديث الباب وقال: وهذه الأحاديث التي رواها يوسف، عن الأوزاعي بواطيل كلها.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال: "ينزل على هذا المسجد- مسجد مكة".
وفيه يوسف بن السفر، وهو متروك. "مجمع الزوائد" (٥٧٣٩).
وأما الوجه الثاني: ففيه عبد الرحمن بن أبي السفر، وهو مختلف فيه:
قال ابن عساكر: ذكر أبو عبد الله بن منده انه دمشقي حدث عن الأوزاعي، وأنه متروك الحديث.
وقال -يعني ابن عساكر-: قال أبو عمرو عثمان قال سعيد بن يعقوب سألت الوليد بن مسلم عن هذا الشيخ فأثنى عليه خيرا قال هو جاري قال عثمان وليس هذا الحديث بدمشق.
وبلغني- يعني ابن عساكر- من وجه آخر عن سعيد بن يعقوب أبي بكر الطالقاني قال سألت عنه الوليد بن مسلم؛ فقال: ثقة رضا.
قلت: ويبدو والله أعلم أن عبد الرحمن بن أبي السفر، ويوسف بن أبي السفر واحد:
حيث نقل ابن عساكر عن أبي اسحاق إبراهيم بن أبي جعفر محمد بن ابراهيم الدبيلي-بعد إخراجه للحديث من طريقه- قال: كذا سماه عبد الرحمن بن السفر وهو يوسف بن السفر والحديث محفوظ من أصله ولا يعرف عبد الرحمن بن السفر.
وقال السخاوي: قلت: وسماه- يعني يوسف- بعضهم عبد الرحمن".
وقال أيضاً: واحتمال كونه أخا يوسف قائم، إذ لا مانع أن يرويا معًا الحديث المذكور، وهما ضعيفان وقد رويناه في مجلس ابن بالويه. "الأجوبة المرضية" (١/ ٣٠).
وقد اختلف عن الأوزاعي فيه، فروي عنه كما سبق:
وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ٨) قال حدثنا جدي، حدثني داود بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبو بكر المقدمي البصري، حدثنا إسماعيل بن مجاهد، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، من قوله.
قلت: لم أقف على ترجمة إسماعيل بن مجاهد، وأبو بكر هو بن على بن عطاء بن مقدم، المقدمي البصرى، مقبول كما في التقريب.
وقد روي من وجه آخر عن ابن عباس:
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١١٢٤٨)، والشجري في "ترتيب الأمالي الخمسية" (١٦٦٧) من طريق خالد بن يزيد العمري، ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الليثي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، به.
وهذا إسناد ضعيف جداً، محمد بن عبد الله بن عبيد الليثي؛ ضعفه ابن معين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك. انظر ميزان الاعتدال للذهبي (٧٧٣٤).
وبه ضعفه السخاوي في "الأجوبة المرضية" (١/ ٣١).
وخالد بن يزيد العمري، كذبه أبو حاتم، ويحيى. الميزان (٢٤٧٦).
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا أكثر من كتب عنه أصحاب الرأي لا يشتغل بذكره لأنه يروي الموضوعات عن الأثبات. المجروحين (٣٠٨).
وأخيراً فإن أحسن طريق لهذا الحديث طريق سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن عطاء، به. وعلته عنعنة ابن جريج كما تقدم. والله أعلم.