للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- الشيخ علاء الدين علي بن سليمان المرداوي (٨٨٥ هـ)، شيخ المذهب ومحرره، وصاحب المؤلفات التي منها "الإنصاف".

- الشيخ الفقيه أحمد بن عبد الله العُسكُري (٩١٠ هـ)، صاحب المؤلفات، التي منها كتابه: "الجامع بين القنع والتنقيح" الذي اخترمته النية قبل إتمامه، فأتمه تلميذه أحمد بن محمد الشويكي، وسماه "التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح" (١).

وقد أكثر ابن عطوة من الأخذ عن الشهاب العسكري واختص به ولازمه أكثر من غيره. فهؤلاء الشيوخ الثلاثة عُرفوا بالتحقيق والتأليف وعلوّ الشأن في معرفة المذهب الحنبلي، عليهم تمرَّن ابن عطوة، ويهم تفقه وتخرج وتمكن، وحصل من كل واحد منهم على إجازة. أضف إلى ذلك الزمالة الصالحة والرفقة المعينة على الطلب التي حُبي بها ابن عطوة، فقد عاصر الشيخ موسى الحجاوي صاحب "الإقناع" وغيره، وتزاملا في الدراسة، وقرأ عليه الحجاوي واستفاد منه (٢). كما تزامل مع الشيخ أحمد الشويكي النابلسي.

ومن جهة ثالثة، فقد توفرت بين يدي الشيخ كتب كثيرة جداً ومتنوعة في علومها وفنونها؛ مما كان موقوفاً على المدرسة العمرية، فطالع وراجع، وقرأ وحقق ودقق، وجد واجتهد حتى مهر في الفقه مهارة تامة، وتضلع من العلوم إلى النهاية.

ويذكر عن قوة حافظته أنه كان يفعل كما يفعل يحيى بن يمان حين يَحضُر درس سفيان، حيث كان يحضر خيطاً، وكلما حدّث سفيان بحديث عقد عقدة، فإذا رجع إلى بيته كان يكتب حديثاً ويحلّ عقدة.

وكذلك فعل ابن عطوة المترجم -مع قوة حفظه- مع شيخه أحمد بن عبد لله العسكري، فكان يعقد المسائل مسألة مسألة. ويحلها بعد الدرس ويكتبها (٣).

وحصل الشيخ في أثناء دراسته في الشام كتباً كثيرة جدّاً، فلما رجع إلى نجد أوقف الكثير من تلك الكتب على مدرسة أبي عمر (٤)، أسوة بشيخه ابن عبد الهادي (٥).


(١) علماء نجد خلال ثمانية قرون ١/ ٥٤٨، السحب الوابلة ١/ ٢٧٤ - ٢٧٥.
(٢) علماء نجد ١/ ٥٤٥.
(٣) الفواكه العديدة ١/ ٤.
(٤) علماء نجد ١/ ٥٤٦.
(٥) قال الشيخ محمد جميل الشطي في "مختصر طبقات الحنابلة" ص ٨٦: وقد أوقف -يعني ابن عبد الهادي- جميع كتبه على المدرسة العمرية، وهي يومئذ آلاف مؤلفة، وضعت لها فهرسة في مجلد. وتراجع: مقدمة "ثمار المقاصد في ذكر المساجد" ص ١٥ - ١٦.