للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- العلامة الفقيه أحمد بن محمد المنقور، فقد رحل إليه من الحوطة إلى الرياض خمس مرات ذكرها في "تاريخه" (١)، وقرأ عليه عدة كتب، منها: "الإقناع" للحجاوي، قراءة تحقيق ويحث، وأكثر من الإسناد إليه والعزو له في "مجموعه" الفقهي، وإذا قال في كتابه المذكور: "شيخنا"، فمراده بذلك الشيخ عبد الله بن ذهلان. وقد جاء في مقدمة هذا الكتاب:

"ويعد: فهذه مسائل مفيدة، وقواعد عديدة ... لخصتها من كلام العلماء ... غالبها بعد الإشارة من شيخنا وقدوتنا الشيخ عبد الله بن محمد بن ذهلان - بلّل الله بالرحمة ثراه- ومسائل قررها في مجلس الدرس وغيره، فأحببت أن أضبط كلامه بعضه بالحرف وبعضه بالمعنى" (٢).

ويهذا يظهر أن للشيخ ابن ذهلان جهوداً كبيرة في مجموع المنقور الشهير. وكذلك له جهود كبيرة في "حاشية ابن فيروز" على الروض المربع (٣).

ويالجملة يعتبر المنقور من خيرة تلاميذ ابن ذهلان، فقد اشتهر بالثقة في نجد، والمشايخ النجديون يعولون على نقله ويعتمدون عليه (٤).

نجد قبل الدعوة الإصلاحية:

يلاحظ المتأمل في تراجم علماء نجد الذين سبقوا ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رَحِمَهُ اللهُ- أن كثيراً من أولئك العلماء قد ولدوا في بلدة أشيقر وتعلَّموا فيها، وأن بعضاً ممن لم يولد فيها قد وفد إليها لتلقي العلم عن مشايخها، ويلاحظ أيضاً أن كثيراً من العلماء النجديين في تلك الفترة ينتمون إلى آل وهبة من تميم، وإلى فرع واحد من آل وهبة. وهو آل مشرف أسرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (٥).


(١) هامش السحب الوابلة ٢/ ٦٤٩، علماء نجد ١/ ٥١٨.
(٢) الفواكه العديدة ١/ ٣.
(٣) عمل عبد الوهاب بن فيروز (١٢٠٥ هـ) حاشية على الروض لم تكمل، وحاشية على شرح المقنع، وحاشية على شرح منصور البهوتي للمنتهى، وشرحاً على أخصر المختصرات لإبن ببان البعلي الدمشقي. السحب الوابلة ٢/ ٦٨٢ - ٦٨٣، علماء نجد ٥/ ٦٣، المدخل المفصل ٢/ ١٠١٠.
(٤) من الترجمة التي كتبها الشيخ العلامة محمد بن محمد العزيز بن مانع للمنقور في تصديره لكتابه "الفواكه العديدة"، ص (هـ).
(٥) تاريخ المملكة العربية السعودية، للدكتور عبد الله صالح العثيمين، ١/ ٤٩٢، ط ١، ١٩٨٤. وعلماء نجد ١/ ١٥٦.