للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في مختصره في أصول الفقه جميع ما ينبغي عليها من الفقه الخلافي، مدرجاً كل مسألة منه ما ينبغي عليها من الخلافيات (١).

ويلاحظ من كلام ابن خلدون السابق أنه أهمل الحنابلة، وأقصاهم من الحلبة، كما أنه حط على المالكية حطا لا يتفق مع ما هو عليه الواقع التاريخي والمعرفي لهذا المذهب الجليل.

وإذا استعرضنا كشَّاف المؤلفات الحنبلية في الخلاف أو الفقه المقارن، فإننا نجدهم من السابقين الأولى في هذا الفن، أو أنهم أتقنوا الصنعة فيه، وأحكموا مسالكه وموارده ومصادره، خصوصاً في القرن الخامس والسادس، ومما ساعدهم على ذلك أنهم كانوا مستوطنين لبغداد التي كانت عاصمة العلم، يرحل الناس إليها من أقصى المشرق وأقصى المغرب، فلا جرم أنها كانت جامعة لأكبر الفقهاء من كافة المذاهب، وكان يعقد فيها من مجالس المناظرة مالا يعقد في غيرها على الإطلاق. ومن ثَم فقد برع الحنابلة في فقه الخلاف أو الفقه المقارن، براعة لا تزال تشهد بها كتبهم إلى اليوم.

ومن جملة ما ألف الحنابلة في الخلاف:

"اختلاف الصحابة والتابعين في الفقه" لإبن أبي حاتم الرازي (٣٢٧ هـ).

"كتاب في الفقه والإختلاف" لأبي بكر النجاد (٣٤٨ هـ).

"الخلاف مع الشافعي" لغلام الخلال (٣٦٣ هـ).

" الخلاف" لعبد العزيز بن الحارث التميمي (٣٧١ هـ).

"رؤوس المسائل" له أيضًا.

"التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة" (٢) للقاضي أبي يعلى (٤٥٨ هـ) شيخ المذهب.

وله عدة تسميات أخرى، لكن المسمى واحد، والسبب في ذلك أن أصحاب التراجم لا يوردون أسماء الكتب بالعناوين التي وضعها مؤلفوها، فيلتبس الأمر على من لا يعرف الحقيقة، فيظن الكتاب الواحد كتباً عديدة.

"رؤوس المسائل" للشريف أبي جعفر (٤٧٠ هـ).


(١) المقدمة لإبن خلدون ٢/ ٥٥٥ - ٥٥٦.
(٢) تكلم ابن بدران على هذا الكتاب بشيء من التفصيل في كتابه "المدخل" ص ٤٥٠.