للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد صنف الإمام أبو محمد علي بن حزم الأندلسي (٤٥٦ هـ) كتابًا في تفردات الأئمة الثلاثة: مالك وأبو حنيفة والشافعي (١).

قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" تعليقاً على الكتاب المذكور: ولا ريب أن الأئمة الكبار تقع لهم مسائل ينفرد المجتهد بها، ولا يعلم أحد سبقه إلى القول بتلك المسألة، قد تمسك فيها بعموم، أو بقياس، أو بحديث صحيح عنده. والله أعلم.

ومما ألف الحنابلة في هذا الفن:

• الخلاف بين أحمد ومالك، لعمر بن إبراهيم العكبري، المعروف بابن المسلم (٣٨٧ هـ). وفيه بيان مفردات أحمد عن الإمام مالك.

• الخلاف مع الشافعي، لأبي بكر عبد العزيز المعروف بغلام الخلّال (٣٦٣ هـ). وفيه بيان مفردات الإمام أحمد عن الإمام الشافعي.

"المفردات" لأبي الخطاب (٥١٠ هـ)، ومثله لإبن عقيل (٥١٣ هـ)، ومثله لإبن الزاغوني (٥٢٧ هـ)، ومثله لعبد الوهاب الشيرازي (٥٣٦ هـ)، وللوزير ابن هبيرة (٥٦٠ هـ)، ولأبي يعلى الصغير، محمد بن أبي خازم ابن أبي يعلى المتوفى سنة (٥٦٠ هـ).

وقد توهم بعض المصنفين ومنهم الشيخ ابن بدران فجعل القاضي أبا الحسين ابن أبي يعلى الشهيد هو نفس أبا يعلى الصغير. والصّواب أنه محمد بن أبي خازم الحفيد.

"الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني". للشيخ أحمد بن عبد المنعم

الدمنهوري (١١٩٢ هـ).

وهو خاص بتفردات أحمد عن الشافعي على خلاف ظاهر عنوان الكتاب، ويتبين ذلك من مقدمة المصنف نفسه.

وفي الأخير لنا أن نتساءل عن السبب الذي جعل الحنابلة دون غيرهم يؤلفون في مفردات إمامهم؟


(١) ذكره الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (٣/ ١١٥٢) و"السير" (١٨/ ١٩٤)، وأشار إليه ابن حزم في "المحلى" (٩/ ٢٧٣) فقال: وقد أفردنا أجزاء ضخمة فيما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشافعي جمهور العلماء ... إلخ.