للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو متن من المتون الفقهية الجامعة، وقد عُني صاحبه بسبك مسائل الأبواب سبكًا حسنا متتابعًا، خاليًا من إيراد الأدلة، إلا أنه حفل باختلاف الروايات والوجوه، وكثيرًا ما يورد الإختلاف في صورة سؤال، كقوله في الوضوء: وهل يجوز للصبيان حمل الألواح التي فيها قرآن يقرؤون فيها؟ على وجهين (١).

وقد استوعب السامُرّي في هذا الكتاب ثمانية مصنفات لمن سبقه من علماء المذهب، وهي: "مختصر الخرقي" و"التنبيه" لعبد العزيز غلام الخلال، و"الإرشاد" لإبن أبي موسى، و"الجامع الصغير"، و"الخصال" للقاضي أبي يعلى، و"الخصال" لإبن البنا، و"الهداية" لأبي الخطاب، و"التذكرة" لإبن عقيل. ثم قال:

فمن حصل كتابي هذا أغناه عن جميع هذه الكتب المذكورة، إذ لم أخل بمسألة منها إلا وقد ضمنته حكمها، وما فيها من الروايات وأقاويل أصحابنا التي تضمنتها جميع هذه الكتب، اللهم إلا أن يكون في بعض نسخها نقصان، ولقد تحريت أصح ما قدرت عليه منها (٢). اهـ.

ولم يكتف بالكتب المذكورة، بل استكمل نقص مجموعها، بإضافة مسائل

وروايات وردت في "الشافي" لغلام الخلال، و"المجرد" للقاضي أبي يعلى، و"كفاية المفتي" لأبي الوفاء ابن عقيل، وهو كتاب "الفصول".

وتتلخص فوائد الكتاب وميزاته فيما يلي:

- وضوح الأسلوب وسهولة العبارة.

- اعتباره مصدرًا مقربا لإختلاف الرواية في المذهب.

- تنوع مصادر الكتاب وأصالتها.

- وعد المؤلف في مقدمته بتوضيح المشكل، وتفسير المجمل، وجمع المفرق، وتقريب فهم الكتاب على قارئه ومتأمله، وحسن ترتيبه وتنظيمه، فكان كما وعد، فجزاه الله خيرًا (٣).


(١) المستوعب ١/ ١٣٢، تحقيق الدكتور مساعد بن قاسم الفالح، مكتبة المعارف، الرياض، ١٩٩٣.
(٢) المستوعب ١/ ٧٨.
(٣) مقدمة تحقيق المستوعب ص ٥٧، للدكتور الفالح.