للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبارة عن نسبة إلى زعيمها الأول "جهم بن صفوان" (ت ١٢٨ هـ)، وخلاصة آرائه الإعتقادية الضالة:

١ - أن الإنسان مجبَرٌ على أفعاله مضطرٌّ إليها، مسلوب الإستطاعة. فلا فعل لأحد في الوجود غير الله تعالى، وإنما تنسب الأعمال إلى المخلوقين بالمجاز.

٢ - أن الجنة والنار تفنيان وتبيدان.

٣ - الإيمان هو المعرفة بالله فقط، كما أن الكفر هو الجهل به فقط.

٤ - أن علم الله تعالى حادث.

٥ - الإمتناع عن وصف الله تعالى بأنه حيٌّ أو عالم أو مريد، مما يجوز إطلاقه على غيره من المخلوقات. وأجاز وصفه تعالى بأنه قادر وموجد وفاعل وخالق ومحيي ومميت.

٦ - القول بحدوث كلام الله تعالى كما قالت ذلك العتزلة (١).

بالإضافة إلى هذا الخلاف في العقيدة فإن جهمًا وأتباعه كانوا من الخارجين على الدولة الإسلامية بالسلاح منذ الدولة الأموية، وكانوا بنواحي خراسان ونهاوند.

• المعتزلة:

وهي الأخرى فرقة ضالة مشهورة في تاريخ الإسلام بمقالاتها، وكثرة أتباعها إلى قرون متأخرة. وقد كان منشؤها بالبصرة في أيام الحسن البصري، ولم تعرف بنسبتها إلى زعيم بعينه، وإن كان أول من قال بالمنزلة بين المنزلتين هو واصل بن عطاء (ت ١٣١ هـ)، وتكونت مقالاتها شيئًا فشيئًا ابتداء من القول بنفي القدر، ولهذا سميت بالقدرية. وهذه خلاصة آرائها:

١ - نفي الصفات الأزلية الثابتة لله سبحانه؛ كالسمع والبصر والقدرة والإرادة والعلم والحياة، فلم يكن لله سبحانه في الأزل اسم ولا صفة على حد قولهم هذا.

٢ - نفي رؤية الله تعالى بالأبصار يوم القيامة، وأنه لا يرى نفسه. وهل يرى غيره؟ اختلفوا في ذلك.


(١) ينظر: الفرق بين الفرق، للبغدادي ص ١٩٩. ط. دار الآفاق الجديدة، بيروت.