للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- (ومنها): بناء غير المساجد في الطرقات، فإن كان البناء للوقف على المسجد؛ فهو كبناء المسجد، قاله الشيخ تقي الدين [بن تيمية] (١)، وكذا إن كان لمصلحة عامة؛ كخان مسبل ونحوه، وإن كان لمنفعة تختص بآحاد (٢) الناس؛ فالمشهور عدم جوازه؛ لأن الطريق مشترك؛ فلا يملك أحد إسقاط الحق المشترك منه والاختصاص به، ولا يملك الإِمام الإِذن في ذلك.

وفي "كتاب الطرقات" (٣) لابن بطة: إن بعض الأصحاب أفتى بجوازه، وأخذه من نص أحمد في بناء المسجد، والفرق واضح؛ لأن المسجد (٤) حق الاشتراك فيه باقٍ، غير أنه انتقل من استحقاق المرور إلى استحقاق اللبث للعبادة (٥).

وكلام أحمد بدل على المنع، [قال في] (٦) رواية ابن القاسم: إذا


(١) ما بين المعقوفتين من المطبوع فقط.
وانظر نحوه في "الاختيارات الفقهية" (ص ١٧٦).
(٢) في المطبوع و (ج): "بأحد".
(٣) لم ينقل منه المصف إلا في هذا الموطن، ولم أظفر بأن أحدًا من مترجميه قد نسبه له، ونسبوا له كتاب "السنن"؛ فلعل هذا قسم منه، واللَّه أعلم.
وابن بطة -بفتح الموحدة-: هو عبد اللَّه بن محمد بن محمد بن حمدان، أحد العلماء الزهاد، وله اختيارات في المذهب، نقلها المرداوي في "الإنصاف"، توفي سنة أربع وثمانين وأربع مئة، على ما رجّحه ابن ناصر الدين في "التوضيح" (١/ ٥٥٨)، وله ترجمة في "السير" (١٦/ ٥٢٩ - ٥٣٣)، وأرَّخ وفاته سنة سبع وثمانين.
(٤) في المطبوع: "لأن بناء المسجد".
(٥) في (أ): "المعتاد".
(٦) بدل ما بين المعقوفتين في نسخة (ج): "فإن".