للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(القاعدة السادسة والثمانون)

الملك أربعة أنواع: ملك عين ومنفعة، وملك عين بلا منفعة، وملك منفعة بلا عين، وملك انتفاع من غير ملك المنفعة.

أما النوع الأول؛ فهو عامة الأملاك الواردة على الأعيان المملوكة بالأسباب المقتضية لها؛ من بيع وهبة وإرث وغير ذلك، واعلم أن ابن عقيل ذكر في "الواضح في أصول الفقه" (١) إجماع الفقهاء على أن العباد لا يملكون الأعيان، وإنما يملك (٢) الأعيانَ خالقُها سبحانه وتعالى، وأن العباد لا يملكون سوى الانتفاع بها على الوجه المأذون فيه شرعًا (٣)، فمن كان مالكًا لعموم الانتفاع؛ فهو المالك المطلق، ومن كان مالكًا لنوع منه؛ فملكه مقيد ومختص (٤) باسم خاص يمتاز به! كالمستأجر والمستعير وغير ذلك، وكذلك (٥) ذكر ابن الزَّاغُوني في كتاب "غرر البيان" (٦)، ورجحه


(١) ذكره له ابن رجب في "ذيل طقات الحنابلة" (١/ ١٥٦) وغيره. ثم رأيت المجلد الأول منه قد طبع بتحقيق جورج المقدسي، ونحوه ما ذكره المصنف عنه في (١/ ١١٤).
(٢) في المطبوع: "مالك".
(٣) انظر في هذا: "الموافقات" (٣/ ٤٣٦ - بتحقيقي)، و"المعلم بفوائد مسلم" (٢/ ٢١٠ - ٢١١) للمازري.
(٤) في المطبوع و (أ) و (ج): "ويختص".
(٥) في المطبوع و (ج): "وكذا".
(٦) نعته المصنف في "ذيل طبقات الحنابلة" (١/ ١٨١) بقوله: "مجلدات عدة"، =