للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- (ومنها): لو استأجر الدابة (١) إلى مسافة فزاد عليها، أو لحمل شيء فزاد عليه، وهي في يد المؤجر فتلفت؛ قال في "المجرد": يضمن؛ لتعدِّيه بالزيادة، وسكوت المالك لا يمنع الضمان؛ كمن خرق ثوبه وهو لا يمنع. وفي "التلخيص": يضمن إذا تلفت بفعل اللَّه تعالى، وإن تلفت بالحمل؛ ففي تكميل الضمان عليه وتنصيفه (٢) وجهان، ويتوجه التفريق بين أن يكون قادرًا على الامتناع، أو لا يكون كذلك؛ فيجب الضمان مع عدم القدرة، كمن غصب دابة وأكره المالك على أن يحمل له عليها متاعه، فإن هذا زيادة عدوان؛ فلا يسقط به الضمان.

- (ومنها): الأجير المشترك إذا جنت يده على العين المستأجرة على العمل فيها ويد صاحبها ثابتة عليها؛ فلا ضمان، قاله القاضي في "المجرد"، قال: لأنه ليس بأكثر من الغاصب، والغاصب لا يضمن ما دام يد صاحيه ثابتة عليه. [انتهى] (٣).

ومراده بثبوت (٤) يد صاحبه ثبوت سلطنته (٥) وتصرفه، ولهذا لو أعاد الغاصب المغصوب إلى يد المالك على وجه لا يعود تصرفه إليه مثل: إن رهنه عنده (٦)، أو استأجره للعمل [فيه] (٧)؛ لم يبرأ بذلك على الصحيح؛


(١) في المطبوع: "دابة".
(٢) في (أ): "وتنصفه".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ج).
(٤) في (أ): "ثبوت".
(٥) في المطبوع: "سلطته".
(٦) في المطبوع: "عبده".
(٧) في (ج): "منه".