للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ثمرة الخلاف: ترتب على الخلاف في هذه المسألة أثر في الآتي:

١ - إذا تعاطى الخنثى مدرًّا صناعيًّا للحليب، فدر له لبن، وأرضع به صبيًّا؛ تعلق به التحريم إن لم تختلف صفته عن حليب الإناث.

- سبب الخلاف: يعود سبب الخلاف في هذا المسألة إلى الآتي:

١ - الخلاف في رضاع الرجل؛ فمن لم يجعل من حليب الرجل ناشرًا للحرمة - وهم السواد الأعظم (١) -؛ لم ير في رضاع الخنثى ما يوجب التحريم؛ ما لم يدل دليل أو تشِر قرينة إلى خلاف ذلك، ومن أثبت التحريم في رضاع الرجل - وهم المالكية (٢) وبعض الشافعية (٣) -؛ لم يشكل عليه أن يثبت التحريم برضاع الخنثى بوجه أحرى.

ويتبين مما تقدم الآتي:

أولًا: إذا تعاطت المرأة عقارًا مدرًّا للحليب؛ فنشأ في ضرعها حليب (٤)، أو عاد ثوبان الحليب إليها إبان جفافه، أو تضاعف، فأرضعت به صبيًّا؛ انتشرت به الحرمة (٥) إلى أصول المرضعة وأصول زوجها - إن كان ثمَّ زوجٌ - وفروعهما وحواشيهما، وإلى الرضيع وفروعه، ويستوي في ذلك كون المرضعة حائلًا أو حاملًا، بكرًا أو ثيبًا، ولو كانت آيسة، أو خنثى، أو مطلَّقة ممن ثاب اللبن بسبب مطلِّقها ولم تنكح غيره، أو متوفى عنها زوجها الذي ثاب اللبن بسببه ولم تنكح غيره؛ ما دام الخارج يسمى حليبًا، بأوصافه المعتادة.

أما إن خرجَ (٦) من الثدي ماءً، أو دمًا، أو صديدًا، أو إفرازًا ملونًا ولزجًا؛ فلا ينتشر من الإرضاع به تحريمٌ.

ثانيًا: إذا تعاطى رجلٌ المدراتِ الصناعية للحليب؛ فدرت له لبنًا، أو كثرته، أو أوجدته بعد جفافه؛ لم يثبت برضاعه تحريم.

ثالثًا: إذا وجب الرضاع على امرأة، فعليها أن تأكل وتشرب ما يَدِرُّ به لبنها، ويَصلُحُ به؛ من الطبعيات والمصنعات، وتُطالب بذلك، وعلى من ولي أمر المسلمين توفيرها.

رابعًا: للأم المرضع أن تترخص بالفطر في نهار رمضان بتعاطي المدرات الحليب مع وجود الألبان الصناعية؛ إذا خافت على ولدها.

خامسًا: إذا ترتب على الدواء المدر للحليب ضرر على متعاطيه؛ ضمن الطبيب أو الصيدلي الذي صرفه له؛ إن جنى في صرفه بتعدٍّ أو تفريط. (٧)


(١) ينظر: القدوري: المصدر السابق، (ص ٢٣٢). الميداني: المصدر السابق، (٤/ ٨٦). الشافعي: المصدر السابق، (٦/ ٩٩ - ١٠٠). النووي: المصدر السابق، (٩/ ٣). ابن قدامة: المصدر السابق، (١١/ ٣٢٣ - ٤٢٤). شمس الدين ابن قدامة: المصدر السابق، (٢٤/ ٢٢٥). المرداوي: المرجع السابق، (٢٤/ ٢٢٥). البهوتي: المصدر السابق، (١٣/ ٨٢).
(٢) ينظر: القرافي: المصدر السابق، (٤/ ٢٧٠).
(٣) ينظر: النووي: المصدر السابق، (٩/ ٣). شمس الدين ابن قدامة: المصدر السابق، (٢٤/ ٢٢٥).
(٤) ولم أجد من خلال بحثي ما ينشئ حليب البكر ابتداءً من المتعاطَيات.
(٥) ينظر: د. عادل الصاوي: المصدر السابق، (ص ٤٢٤).
(٦) الفاعل ضمير مستتر جوازًا؛ تقديره: هو - أي: الحليب أو الشيء الخارج -.
(٧) ينظر في تأصيل هذه المسألة: المبحث العاشر من هذا الفصل.

<<  <   >  >>