للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترضع لكم الحمقاء؛ فإن اللبن يفسد"، وهو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن اللبن في حكم جزء من عينها؛ لأنه يتولد منها فتؤثر فيه حماقتها، ويظهر أثر في ذلك الرضيع لما للغذاء من الأثر (١)، ويحتمل أن النهي عن ذلك لئلا يتعود الصبي بعادة الحمقى؛ لأن الصبي يتعود بعادة ظئره. (٢)

٤ - ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا ترضع لكم سيئة الخلق". (٣)

٥ - قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزوجوا الحمقاء؛ فإن صحبتها بلاء، وفي ولدها ضياع (٤)، ولا تسترضعوها فإن لبنها يغير الطباع". (٥) (٦)


(١) السرخسي: المصدر السابق، (١٥/ ١١٩). ولم أجده في دواوين السنة؛ إلا أن يكون لفظًا من الحديث المخرج الآنف.
(٢) الكاساني: المصدر السابق، (٤/ ١٩).
(٣) السرخسي: المصدر السابق، (١٥/ ١١٩).
(٤) لم أجده في دواوين السنة؛ إلا أن يكون لفظًا من الحديث المخرج الآنف.
(٥) ابن الأعرابي: المصدر لسابق، (١/ ١٣٨)، برقم (٢١٩، ٦١٧)؛ من طريق أبي بكر محمد بن صالح الأنطاكي كيلجة، عن أبي مروان عبد الملك بن مسلمة، عن صالح بن عبد الجبار، عن ابن جريج، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ: "الرضاع يغير الطباع"، ومن طريق محمد بن هارون، عن الحكم بن موسى السمار، عن مسلمة بن علي، عن ابن جريج، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر؛ به مرفوعًا، باللفظ الآنف، ومن طريقه الأول: القضاعي: مسند الشهاب، (١/ ٥٦)، برقم (٣٥)؛ من طريق عبد الرحمن بن عمر التجيبي، عن أبي سعيد ابن الأعرابي؛ به مرفوعًا، بلفظه.
وأعل هذا الحديث بما يأتي:
تفرد به عبد الملك بن مسلمة، عن صالح بن عبد الجبار، عن ابن جريج.
إن فيه انقطاعًا.
عبد الملك؛ مدنى ضعيف.
عنعنة ابن جريج.
مسلمة بن علي الخشني؛ متروك.
قال الذهبي: خبر منكر جدًّا ا. هـ، وقال أبو الغرس: ضعيف ا. هـ، وقال المناوي: منكر ا. هـ، وقال الألباني عن حديث ابن عباس: منكر جدًّا ا. هـ، وقال مرة أخرى: واهٍ ا. هـ، وقال عن حديث ابن عمر الذي عند - وهو كسند ابن الأعرابي الآخر -: ضعيف جدًّا ا. هـ
ينظر: ابن القيسراني: أطراف الغرائب والأفراد (٣/ ٢٦٨). الذهبي: المصدر السابق، (٢/ ٢٧٣). السخاوي: كشف الخفاء (١/ ٥١٩). الألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (٤/ ٦٥، ٨/ ١٤١ - ١٤٢).
ينظر في الجملة الثانية من قوله: "ولا تسترضعوها. . . ": البزار: كشف الأستار (٢/ ١٦٩) برقم (١٤٤٦)، الطبراني: المعجم الصغير (١/ ١٠٠) برقم (١٣٧)؛ عن عائشة بلفظ: "لا تسترضعوا الحمقاء؛ فإن اللبن يورث". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٢٦٢): إسنادهما ضعيف.
(٦) ينظر: البهوتي: المصدر السابق، (١٣/ ١٠٩)، وجاء في هذا من القصص: أن أبا محمد الجويني لما دخل بيته؛ وجد ابنه أبا المعالي يرتضع ثدي غيرِ أمه، فاختطفه منها، ثم نكس رأسه، ومسح بطنه، وأدخل أصبعه في فيه، ولم يزل يفعل ذلك حتى خرج ذاك اللبن؛ قائلًا: يسهل علي موته، ولا تفسد طباعه بشرب لبن غير أمه، ثم لما كبر أبو المعالي كان إذا حصلت له كبوة في المناظرة؛ يقول: هذه من بقايا تلك الرضعةا. هـ، وربما كان هذا من بين الأسباب التي حرم الله لأجلها المراضع على موسى - عليه الصلاة والسلام - حكمةً منه تبارك وتعالى. ينظر: السخاوي: المصدر السابق، (١/ ٥١٩ - ٥٢٠).

<<  <   >  >>