للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجيب: إن هذا الخبر خبر سوءٍ موضوعٌ، ذلك أن مسلمة بن علي ساقط لا يروى عنه، قد أنكر الناس على ابن وهب الرواية عنه، ثم ذكره عمن لم يسمه؛ فلا معنى لأن يشتغل بالباطل. (١)

ج - ما روي عن عقبة بن الحارث أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب، فجاءت أمة سوداء، فقالت: قد أرضعتكما. فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "كيف، وقد زعمت أن قد أرضعتكما" (٢) متفق عليه (٣)، ولم يذكر عددًا.

ونوقش بما يأتي: أ- إن صريح ما روي في أدلة الأقوال الآتية يخصص مفهوم ما رووه هنا، فنجمع بين الأخبار، ونحملها على الصريح الذي رَوَيناه. (٤)

٥ - عموم ما روي في الصحيح من قوله - صلى الله عليه وسلم - في بنت حمزة: "إنها ابنة أخي من الرضاعة"، وقوله في بنت أبي سلمة: "إنها ابنة أخي من الرضاعة"، وقوله لعائشة أم المؤمنين في عمها من الرضاعة: "إنه عمك فليلج عليك"، وفي عم حفصة أم المؤمنين: "أرى فلانًا - يعني: عمها من الرضاعة -". (٥)

٦ - أمر سول الله - صبى الله عليه وسلم - الذي سأله بفراق المرأة التي قد تزوجها (٦) من دون الاستفصال من المرأة السوداء التي شهدت أنها قد أرضعتهما عن عدد الرضعات، وفي ذلك ما قد دل على استواء قليل الرضاع وكثيره في الحرمة. (٧)


(١) ينظر: ابن حزم: المصدر السابق، (١٠/ ٢٠).
(٢) ينظر: ابن قدامة: المصدر السابق، (١١/ ٣١٠). شمس الدين ابن قدامة: المصدر السابق، (٢٤/ ٢٣١ - ٢٣٢).
(٣) تقدم تخريجه عند الضابط العاشر من المبحث الثالث في التمهيد.
(٤) ينظر: ابن قدامة: المصدر السابق، (١١/ ٣١٢).
(٥) تقدم تخريج الأحاديث الثلاثة في المطلب الرابع من المبحث الأول للفصل الأول. ينظر: ابن حزم: المصدر السابق، (١٠/ ١٩).
(٦) رواه البخاري، وقد تقدم تخريجه بألفاظه عند الضابط العاشر من ضوابط المبحث الثالث في التمهيد.
(٧) ينظر: الطحاوي: شرح مشكل الآثار (١١/ ٤٩٩ - ٥٠٠).

<<  <   >  >>