للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - عموم قول الله جل شأنه وتبارك اسمه: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} [سورة الطلاق: ٢].

٢ - عناية الشريعة ببيان المحرمات في النكاح في مثل آية النساء، وتوثيق الرضاع رسميًّا مما يعين على الاحتياط في هذا الباب وتحقيق مقصود الشارع في حفظ الأعراض وصيانتها؛ لأن للوسائل أحكامَ المقاصد.

وإذا كان الفقهاء يقررون أن الفرقة بين الزوجين المتراضعين لا تقع إلا بتفريق القاضي؛ لأنها تتضمن إبطال حق العبد، وهو: حل التمتع؛ فلا بد من القضاء (١)؛ فيحسن بولي أمر المسلمين أن يفتح في البلد الذي تولاه باب توثيق حالات التراضع في السجلات المعتمدة رسميًّا، كما هو الحال في تسجيل حالات الولادة وتوثيق عقود النكاح وصكوك الطلاق، وخصوصًا أنه قد تمخّض عن فساد الأزمنة المتأخرة كثرة دعاوي الرضاع والإدلاء بالشهادة في ذلك زورًا وبهتانًا لأدنى غرض يرغِّب المقر أو الشاهد في تخريب البيوت وتفكيك الأسرة (٢)، وعناية الشريعة في حفظ الرابطة الأسرية معلومة إلى جانب تضييقها مواطن الفراق ودواعيه بين الزوجين.


(١) ينظر: ابن عابدين: المصدر السابق، (٤/ ٤٢٠ - ٤٢١). الميداني: المصدر السابق، (٤/ ٨٩).
(٢) ينظر: ابن القيم: الطرق الحكمية (١/ ٣٧٩). فتاوى نور على الدرب لابن باز (٢٣/ ٢٠٣، وما بعدها)، ومن بين ما ورد من الأسئلة التي تبرز هذه المشكلة المعاصرة سؤالان:
السؤال الأول: تقول السائلة؛ أجبرني والدي على الزواج من ابن عمي وكنت مشمئزة ونافرة من ابن عمي، ولا أدري ماهو السبب، وتم الزواج وأنا قلبي نافر وأحس بضيق شديد وهموم وغموم ولم يكن لي أي نية موجهة إلى رجل آخر، ولم أجد مخرجًا من هذا الأمر، وقد أنجبت ثلاثة أولاد وكلهم بكم الألسنة صم الآذان, وقد قيل لي: إن السبب هو قد حصلت رضاعة بيني وبين ابن عمي المذكور، وقد سألت أمي وأفادت أنه قد حصل بيني وبينه عدة رضعات، وأفادت أنها أخبرت والدي أثناء زفافي على هذا الرجل, بل أثناء خطبتي عليه؛ فلم يصدقها, بل ظن أنها تريدني لرجل آخر، وأنا في حيرة؛ كيف أعمل الآن؟ ا. هـ
السؤال الثاني: الأخ إ. ع. ك. سوري الجنسية؛ يسأل، ويقول: تزوجت ابنة عمي وأنجبت لي ولدين ولله الحمد, ومن فترة سافرت إلى سوريا, واجتمعت العائلة عندي في البيت, وقالت لي عمتي والدةُ زوجتي: إن زوجتي رضعت من خالتي زوجةِ أبي أكثرَ من خمس رضعات، ومنذ ذلك اليوم ابتعدت عن فراش الزوجية, ولم أخبر زوجتي بذلك، وأنا في حيرة من أمري؛ ما هو المطلوب مني وفقكم الله؟ ا. هـ

<<  <   >  >>