للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - ما روي عن أبي بكر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ملعون من ضارَّ مؤمنًا أو مكر به" (١)؛ فقوله: "ضار"؛ من المضرة، وهو إيقاع المكروه به، وقوله: "أو مكر به"؛ يعني: خداعَه بغير حق، وفي هذا الحديث تعظيم حرمة المؤمن، وأن الإضرار به


(١) الترمذي: المصدر السابق، (كتاب البر والصلة - باب ما جاء في الخيانة والغش - ٣/ ٤٩٥)، برقم (١٩٤١)؛ من طريق عبد بن حميد، عن زيد بن الحباب العكلي، عن أبي سلمة الكندي، عن فرقد السبخي، عن مرة بن شراحيل الهمداني وهو الطيب، عن أبي بكر؛ به مرفوعًا، ثم أردف: هذا حديث غريب ا. هـ البزار: المصدر السابق، (١/ ١٠٥)، برقم (٤٣)؛ من طريق أحمد بن عبد الله بن الحسن الكردي، عن أبي عبيدة إسماعيل بن سنان العصفري، عن عبد الواحد بن زيد، عن أسلم الكوفي، عن مرة الطيب، عن زيد بن أرقم، عن أبي بكر؛ به مرفوعًا، بلفظ: "ملعون من ضار مسلمًا أو غره". المروزي: مسند أبي بكر الصديق (١/ ١٦٨، ١٦٩)، برقم (٩٩، ١٠٠، ١٠٢)؛ من طريق أحمد بن علي، عن أبو بكر، عن علي بن حسن بن شقيق، عن أبي حمزة, عن جابر, عن عامر, عن مرة الهمداني, عن أبي بكر الصديق؛ به مرفوعًا، بلفظ البزار، ومن طريق أحمد بن علي، عن عثمان، عن زيد بن حباب، عن أبي سلمة الكندي، عن فرقد السبخي, عن مرة, عن أبي بكر؛ به مرفوعًا، بلفظ: "ملعون من ضار مؤمنًا أو مكر به"، ومن طريق أحمد بن علي، عن أبي كريب، عن معاوية بن هشام, عن شيبان, عن جابر؛ بسنده الأول عند المروزي، ولفظِه. أبو يعلى: المصدر السابق، (ص ٥٦)، برقم (٩٦)؛ من طريق أبي كريب، عن معاوية بن هشام، عن شيبان، عن عامر، عن مرة، عن أبي بكر؛ به مرفوعًا، بلفظ البزار. ابن أبي حاتم: المصدر السابق، (ص ١٥٧٤)، برقم (٢٣٦٧)؛ من طريق محمد بن عوف الحمصي، عن الهيثم بن جميل، عن عثمان بن واقد، عن فرقد؛ بسنده عند الترمذي مرفوعًا، ولفظه: "ملعون من ضار مسلمًا أو ماكرَه". الطبراني: المعجم الأوسط (٩/ ١٢٤)، برقم (٩٣١٢)؛ من طريق هاشم بن مرثد، عن آدم، عن شيبان، عن جابر، عن الشعبي، عن مرة؛ بسنده مرفوعًا عند البزار، ولفظِه. ابن عدي: المصدر السابق، (٦/ ٤٥٢)؛ من طريق الحسن بن سفيان، والحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي البلخي؛ عن أبي بكر سعيد بن أبي الربيع السمان، عن عنبسة بن سعيد؛ عن فرقد؛ بسنده عند الترمذي مرفوعًا، ولفظه: "ملعون من ضار أخاه المسلم أو ماكرَه". أبو بكر الإسماعيلي: معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي (١/ ٤٦٣)، برقم (١١٧)؛ من طريق أبي جعفر محمد بن إبراهيم الغزال - في مسجد الرصافة -، عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبي حمزة، عن جابر، عن عامر، عن مسروق، عن أبي بكر؛ به مرفوعًا، بلفظ البزار. ومن طريقه: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد (٢/ ٢٩٤)، برقم (٢٩٩)؛ من طريق أحمد بن محمد بن غالب، عن أبي بكر الإسماعيلي؛ بسنده إلى أبي بكر مرفوعًا، ولفظِه. أبو نعيم: حلية الأولياء (٣/ ٤٩، ٤/ ١٦٤)؛ من طريق أبي بكر بن خلاد، عن الحارث، عن عبد العزيز بن أبان، عن همام، عن فرقد؛ بسند الترمذي، ولفظ: "ملعون من ضار مسلمًا أو ماكرَه"، ومن طريق أبي بكر الطلحي، عن عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبي حمزة، عن جابر، عن عامر، عن مرة؛ بسنده عند أبي يعلى، ولفظِه. البيهقي: شعب الإيمان (١١/ ٨١)، برقم (٨٢١٥)؛ من طريق علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد الصفار، عن محمد بن العباس، عن سريج بن النعمان، عن عثمان بن مقسم، عن فرقد؛ بسنده عند أبي نعيم مرفوعًا، ولفظِه. ابن عبد البر: التمهيد ضمن موسوعة شروح الموطأ (١٨/ ٤٢١)؛ من طريق أحمد بن فتح بن عبد الله، عن عبد الله بن أحمد بن حامد البغدادي المعروف بابن ثرثال، عن الحسن بن الطيب؛ بسنده عند ابن عدي، ولفظِه.
ولا يثبت هذا الحديث؛ لما أعل به مما يأتي:
فسنده عند الترمذي معل بأبي سلمة الكندي، وشيخه أبي يعقوب فرقد بن يعقوب السبخي البصري؛ فهما ضعيفان، هذا إن كان أبو سلمة هو عثمان البري وفق استظهار الذهبي، وإلا فهو مجهول لا يعرف، واحتمل ابن حجر كونه المغيرة بن مسلم السراج الأزدي، وجهَّلاه، وأشار ابن كثير إلى أنه يحيى بن المغيرة المخزومي، بعد أن قرر كونه مشهورًا باسمه وكنيته، ويحيى هذا مذكور في تهذيب الكمال بأبي سلمة المدني؛ قال أبو حاتم: صدوق ثقة، واتهمه ابن حبان بالإغراب، وقد تابعه عند ابن عدي عنبسة، وهو واه كما قال الذهبي، وتابعه همام أيضًا عند أبي نعيم في الحلية من طريق ابن أبان، وهو متروك؛ كذبه ابن معين وغيره، وتابعه أيضًا عثمان بن واقد في رواية ابن أبي حاتم؛ لكنه خطأ كما قال أبوه، وصوابه: عثمان بن مقسم البري، وتقدم ضعفه كما قرر أبو حاتم، كما أن الهيثم الذي روى عنه لم يلقه، وعثمان نفسه لم يسمع من فرقد، مع كون التصريح بالتحديث جاء عنه عند الترمذي والمروزي، وتابعه أيضًا حبيب بن مطر كما في الأفراد للدارقطني وأعل بتفرد عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عنه، وأما شيخه فرقد فقد جعل البخاري حديثه منكرًا جدًّا وفقًا لأحمد والذي كان يضعفه وخلافًا لابن معين الذي وثقه، وحتى على من رأى رأي ابن معين، فينبغي له أن يستثني روايته عن مرة؛ لأن أحمد قال في خصوصها أيضًا: روى فرقد عن مرة منكرات ا. هـ، كما قد أعل سند الحديث بالانقطاع؛ حيث لم يدرك مرة أبا بكر.
وأما سنده عند البزار، فمعل بعبد الواحد بن زيد البصري؛ منكر الحديث متروك، فبطل الاحتجاج به، وبأسلم الكوفي؛ مجهول، لم يرو عنه أحد إلا عبد الواحد. وسنده عند الخطيب والمروزي معل كذلك؛ لأن فيه جابرًا الجعفي، وهو ضعيف جدًّا، وفي سنده عند الخطيب شذوذ؛ فإن المحفوظ: عن عامر، عن مرة، عن أبي بكر، وذكر مسروق لا وجه له.
كما أعله الدارقطني بتفرد عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن حبيب بن مطر، عن فرقد؛ قال علي: وهو غريب من حديث حبيب عنه ا. هـ
وقد قال ابن عبد البر: ليس مما يحتج به ا. هـ، وقال ابن رجب عن إسناده عند الترمذي: فيه ضعف ا. هـ، وضعفه الألباني بأسانيده.
وخلص مما تقدم تسلسل الحديث بالمجاهيل والمناكير والضعفاء، ومداره على رواية منقطعة، وهي رواية مرة عن أبي بكر، وإدخال زيد بن أرقم بينهما أشبه بالخطأ، والله أعلم.
ينظر: البزار: المصدر السابق، (١/ ١٠٧ - ١٠٨). ابن أبي حاتم: المصدر السابق، (ص ١٥٧٤). ابن عدي: المصدر السابق، (٦/ ٤٥١ - ٤٥٢). البيهقي: المصدر السابق، (١١/ ٨٣). ابن القيسراني: أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٧٩)، ذخيرة الحفاظ (٤/ ٢١٥٩). ابن القطان الفاسي: المصدر السابق، (٢/ ٤٠١ - ٤٠٢، ٣/ ١٣٦ - ١٣٧، ٥/ ٧٨٦). المزي: المصدر السابق، (٨/ ٩٦). ابن كثير: التكميل (٣/ ٢٧٢). ابن رجب: المصدر السابق، (٢/ ٢١١). الذهبي: ميزان الاعتدال ٤/ ٥٣٣ لسان الميزان ١/ ٣٨٨ الألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (٤/ ٣٧٥ - ٣٧٦).

<<  <   >  >>