كما قد أشير في علله إلى تفرد حرب بن قيس فيه عن نافع، وتفرد سليمان بن سيف أبو داود الحراني عن جعفر بن عون عن أبي عميس عنه - الظاهر: أنه نافع -. وقال الدارقطني لما سئل عن حديث لنافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن تقبل رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه؟ فقال: يرويه موسى بن عقبة، واختلف عنه؛ فرواه الدراوردي، واختلف عنه أيضا؛ فقال خالد بن يوسف السمتي: عن الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن نافع. وخالفه إبراهيم بن حمزة، وهارون بن معروف، روياه عن الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن حرب بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر. ورواه عمارة بن غزية، عن نافع، عن ابن عمر. وكذلك قال قتيبة بن سعيد، عن الدراوردي. وخالفه سعيد بن منصور، وعلي بن المديني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، رووه عن الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر. وكذلك رواه يحيى بن عبد الله بن سالم، ويحيى بن أيوب المصري، وعبد الله بن جعفر المدني، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، وهو الصواب ا. هـ وكلام الدارقطني ظاهر القوة ومتأكد الرجحان لأنهم أوثق رواية من جهة وأكثر عددًا من جهة، وتلك مظنة قلة الوهم والخلط. قال ابن عبد الهادي: سئل عنه الدارَقطْني، فقال: رواية ابن لهيعة، وإبراهيم بن أبي يحيى؛ عن عمارة بن غَزيَّة، عن نافع، وكذلك قال قتيبة بن سعيد، عن الدَّراورديِّ. وخالفه سعيد بن منصور، وعليُّ بن المدينيِّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل؛ رووه عن الدَّراورديِّ، عن عمارة بن غَزيَّة، عن حرب بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر، وكذلك رواه يحيى بن عبد الله بن سالم، ويحيى بن أيُّوب المصريُّ، وعبد الله بن جعفر المديني؛ عن عمارة بن غَزيَّة، عن حرب بن قيس، وهو الصَّواب. انتهى كلامه. وعمارة بن غَزيَّة احتجَّ به مسلمٌ، ووثَّقه أحمد وأبو زرعة، وقال يحيى بن معين: صالحٌ. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأسٌ، كان صدوقًا. وقال محمد بن سعد: كان ثقةً، كثير الحديث، وضعَّفه ابن حزمٍ وحده، وحرب بن قيس: ذكره ابن أبي حاتم في كتابه، ولم يذكر فيه جرحًا. ا. هـ وقال في ذخيرة الحفاظ: حديث: إن الله يحب أن يعمل برخصه كما يحب أن يعمل بفرائضه. رواه سعد بن سعيد بن أبى سعيد المقبري: عن أخيه عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسعد هذا لم يتكلم فيه، وروى أحاديث غير محفوظة. ورواه عمر بن عبيد البصري: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. وهذا بهذا الإسناد لم يروه غيره عن هشام. ورواه عن عمر: عبد الله بن يزيد المقريء وحفص بن عبد الله أبو عمر، وليس بمحفوظ. ورواه مصعب بن سعيد أبوخيثمة المكفوف. عن مسكين بن بكير، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وهذا لا أعلم رواه غير مصعب، عن مسكين، وهو ضعيف ا. هـ وقد صحح الحديث أبو عمر بن عبد البر وأبو العباس ابن تيمية، وقدم العقيلي الموقوف من حديث ابن مسعود على المرفوع، وقال عنه الألباني: موضوع؛ بهذا اللفظ: "إن الله يحب أن يعمل برخصه كما يحب أن يعمل بفرائضه" وهو عند ابن أبي خيثمة في التاريخ، وقال: إنه باطل بلفظ الطبراني في الأوسط: "إن الله يحب أن تقبل رخصه، كما يحب العبد مغفرة ربه"؛ لأن فيه عمرو بن عبد الجبار؛ له مناكير وموضوعات، وضعفه من طريق عمر بن عبيد البصري عند ابن حبان وغيره، ووهى حديث أبي هريرة عند أبي نعيم في أخبار أصبهان لأن يحيى بن عبيد الله متروك متهم بالوضع وأبوه مجهول العدالة، وضعف حديث أنس عند الدولابي وأسند تحريفًا إلى الطابع، وصححه باللفظ المشهور، وجعل إسناده الأول عند أحمد على شرط مسلم والظاهر أن هذا الحديث جيد بأسانيده، ومما يقويه ما يشهد لمعناه ويعضده؛ فمن المرفوعات؛ ما جاء في الصحيحين برقم (٦١٠٥)؛ حين كره بعض الصحابة ما ترخص فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتنزهوا عنه: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ ؛ فوالله إني لأعلمهم - وفي لفظ له برقم (٧٢٩٧): أعلمهم - بالله، وأشدهم له خشية"، ولفظ مسلم في الأصول برقم (٢٤٣٠): "ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه؟ ؛ فوالله لأنا أعلمهم بالله ... "، ولفظ مسلم في الشواهد: "ما بال رجال بلغهم عني أمرٌ ترخصت فيه، فكرهوه، وتنزهوا عنه؟ ! ؛ فوالله لأنا أعلمهم وأشد له ... "، وما روى مسلم مرفوعًا من حديث جابر في صحيحه في الشواهد، برقم (١١٣٣): "عليكم برخصة الله التي رخص لكم"، وما روى البغدادي في تاريخ بغداد برقم (١٨٩٢) وغيرُه بسند فيه مقال؛ من طريق الحسن بن الحسين النعالي، عن أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي؛ قال: كتب إلي محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، عن أحمد بن يحيى الأنباري، عن ثابت بن محمد، عن فضيل بن عياض، عن العلاء بن المسيب، عن الحسن، عن ابن عمر؛ مرفوعًا، ولفظه: "أدوا العزائم، واقبلوا الرخص، ودعوا الناس فقد كفيتموهم"، ومن الموقوفات والمقطوعات؛ ما روى ابن أبي شيبة في مصنفه برقم (٢٧٠٠١)؛ من طريق غندر عن شعبة، عن منصور، عن مالك بن الحارث، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله؛ به مرقوفًا، بلفظ: "إن الله يحب أن تقبل رخصه"، وما روي عند ابن أبي شيبة أيضا في كتابه الموسوم الأدب برقم (١٩١)؛ من طريق غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله - يعني والله أعلم: ابن مسعود -؛ به موقوفًا، بلفظ: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه"، وهو في المصنف برقم (٢٧٠٠٢)، وما روى في مصنفه أيضًا برقم (٢٧٠٠٣)؛ من طريق وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن تميم بن سلمة، عن ابن عمر؛ به موقوفًا، بلفظ: "إن الله يحب أن تؤتى مياسره"، وبرقم (٢٧٠٠٤)؛ من طريق وكيع، عن سفيان، عن أبيه، قال: ذكرته لعبد الرحمن الرحال، عن ابن عباس؛ به موقوفًا، بلفظ ابن عمر الآنف، وما روى الفريابي في الصيام برقم (١٩٣)؛ من طريق قتيبة، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن بلال بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، بلفظ: "أن تقبل رخصه"، وما روى العقيلي (٤/ ١٣٥٣)؛ =