لقد نَطَحْناهُمْ غَداةَ الجمْعَيْنِ ... نَطحاً شديداً لا كَنَطْحِ الصورَيْن
ومنه قوله تعالى: يومَ يُنْفَخُ في الصورِ. قال الكلبيّ: لا أدري ما الصورُ. ويقال: هو جمع صورَةٍ، أي يُنْفَخُ في صُوَرِ الموتى الأرواحُ. والصِوَرُ بكسر الصاد: لغة في الصُوَرِ جمع صورَةٍ. وينشد هذا البيتُ على هذه اللغة يصف الجواري:
أَشْبَهْنَ من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها ... وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرا
والصيرانُ: جمع صُِوار، وهو القطيع من البقر. والصُِوارُ أيضاً: وعاء المسك. وقد جمعهما الشاعر بقوله:
إلا لاحَ الصُِوارُ ذَكَرْتُ لَيْلى ... وأَذْكُرُها إذا نَفَخَ الصَُوارُ
والصِيارُ لغة فيه. والصَوْرُ بالتسكين: النخل المجتمع الصِغارُ، لا واحد له. ويقال: إنِّي لأجدُ في رأسي صَوْرَةً، وهي شبه الحِكَّةِ حتَّى يشتهي أن يُفَلِّي رأسَهُ. والصَوَرُ، بالتحريك: المَيْلُ. ورجلٌ أَصْوَرُ بَيِّنُ الصَوَرِ، أي مائلٌ مشتاقٌ. وأَصارَهُ فانْصارَ، أي أمالَهُ فمال. وصَوَّرَهُ الله صُورَةً حسنةً، فتَصَوَّرَ. ورجلٌ صَيِّرٌ شَيِّرٌ، أي حَسَنُ الصورة والشارة. وتَصَوَّرْتُ الشيء: توهَّمتُ صورَتَهُ فتَصَوَّرَ لي. والتَصاويرُ: التمايل. وطعنه فتَصَوَّرَ، أي مال للسقوط. وصارَهُ يَصورُهُ، ويَصيرُهُ، أي أماله: وقرئ قوله تعالى: فَصُِرْهُنَّ إلَيْك بضم الصاد وكسرها. قال الأخفش: يعني وَجِّهْهُنَّ. يقال: صُرْ إليَّ وصُرْ وجهك إليَّ، أي أَقْبِلْ عليَّ. وصُرْتُ الشيءَ أيضاً: قطَّعْتُهُ وفصَّلته. قال العجاج:
صُرْنا به الحُكْمَ وأَعْيا الحَكَما
فمن قال هذا جعل في الآية تقديماً وتأخيراً، كأنَّه قال: خُذْ إليك أربعةً من الطير فصُرْهُنَّ. ويقال: عُصفور صَوَّارُ، للذي يجيب إذا دُعِيَ.