للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[[لمم]]

لَمَّ الله شَعَثه، أي أصلح وجمع ما تفرَّقَ من أموره. ومنه قولهم: إنَّ داركم لَمومَةٌ، أي تَلُمُّ الناسَ وترُبُّهم وتجمعهم. وقال المِرناف الطائي فدكيُّ بن أعْبُدَ يمدح علقمةَ بن سيف:

وأَحَبَّني حُبَّ الصبيِّ ولَمَّني ... لَمَّ الهَدِيِّ إلى الكريم الماجِدِ

والإلْمامُ: النزول. وقد ألَمَّ به، أي نَزَل به. وغلامٌ مُلِمٌّ، أي قارب البلوغ. وفي الحديث: وإنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حَبَطاً أو يُلِمُّ أي يَقرُب من ذلك. وألَمَّ الرجل من اللَمَمِ، وهو صغار الذنوب. وقال:

إنْ تَغْفِرِ اللهم تَغْفِرْ جَمَّا

وأيُّ عبدٍ لكَ لا ألَمَّا

ويقال: هو مقاربة المعصية من غير مواقعة. وقال الأخفش: اللَمَمُ: المتقارب من الذنوب. واللَمَمُ أيضاً: طرفٌ من الجنون. ورجلٌ مَلْمومٌ، أي به لَمَمٌ. ويقال أيضاً: أصابت فلاناً من الجنّ لَمَّةٌ، وهو المسّ والشيء القليل. وقال:

فإذا وذلك يا كُبَيْشَةُ لم يكن ... إلا كَلَمَّةِ حالِمٍ بخَيالِ

والمُلِمَّةُ: النازلةُ من نوازل الدنيا. والعينُ اللامَّةُ: التي تصيب بسوء. يقال: أعيذه من كلِّ هامَّةٍ ولامَّةٍ. وأمَّا قوله:

أُعيذُهُ من حادثات اللَمَّةْ

فهو الدهر، ويقال الشدَّة. وأنشد الفراء:

عَلَّ صروفُ الدهرِ أو دُولاتِها

يُدِلْنَنا اللَمَّةَ من لَمَّاتِها

واللِمَّةُ بالكسر: الشعرُ يجاوز شَحمة الأذن، والجمع لِمَمٌ ولِمامٌ. قال ابن مفرّغ:

شَدَخَتْ غُرَّةُ السوابقِ منهم ... في وُجوهٍ مع اللِمامِ الجِعادِ

ويقال أيضاً: فلان يزورنا لِماماً، أي في الأحايين. وصخرةٌ مَلْمومَةٌ ومُلَمْلَمَةٌ، أي مستديرة صلبة. وقوله تعالى: وتأكُلونَ التُراثَ أكْلاً لَمَّا أي نصيبَه ونصيبَ صاحبه. ويقال لَمَمْتُهُ أجمعَ حتَّى أتيت على آخره. وأمَّا قوله تعالى: وإنْ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُم بالتشديد. قال الفراء: أصله لَمَمَّا فلمَّا كثرت فيه الميمات حذفت منها واحدة. وقرأ الزُهريّ: لمًّا بالتنوين، أي جميعاً. ويحتمل أن يكون أصله لمَنْ مَنْ فحذفت منها إحدى الميمات.

<<  <   >  >>