وقال قطرب: الطَيْرَّ أيضاً قد يقع على الواحد. وأبو عبيدة مثله. وقرئ: فيكون طَيْراً بإذنِ الله. وطائِر الإنسان: عمله الذي قُلِّده. والطيرُ أيضاً: الاسم من التَطَيُّرِ، ومنه قولهم: لا طيرَ إلا طيرُ الله كما يقال: لا أمر إلا أمر الله. وأنشد الأصمعيُّ، قال: وأنشدناه الأحمر:
تَعلَّمْ أنَّه لا طيرَ إلا ... على مُتَطَيِّرِ وهو الثُبورُ
قال ابن السكيت: يقال طائر الله لا طائرُك! ولا تقل: طَيْرُ الله. وأرض مطارَةٌ: كثيرة الطَيْرُ. وبئرٌ مطارة: واسعة الفم. قال الشاعر:
كأنَّ حفيفَها إذْ برَّكوها ... هُوِيُّ الريح في جَفْرٍ مَطارِ
وقولهم: كأنَّ على رءوسهم الطَيْرُ إذا سكَنوا من هيبة. وطارَ يَطيرُ طَيْرورَةً وطَيَراناً. وأطارَهُ غيره، وطَيَّرَهُ وطايَرَهُ بمعنًى. ومن أمثالهم في الخصب وكثرة الخَير قولهم: هم في شيءٍ لا يَطيرُ غرابُه ويقال: أُطيرَ الغرابُ فهو مُطارٌ. قال النابغة:
ولِرهطِ حَرَّاب وقِدٍّ سَورةٌ ... في المجد ليس غرابُها بمُطارِ
وفي فلان طَيْرَةٌ وطَيْرورَةٌ، أي خِفَّةٌ وطيش. قال الكميت:
وحلمُكَ عزٌّ إذا ما حَلُمْتَ ... وطَيْرَتُكَ الصابُ والحنْظَلُ
ومنه قولهم: ازْجر أحْناءَ طَيْرِكَ، أي جوانبَ خفّتك وطيشكَ. وتَطايَرَ الشيء: تفرَّق. وتطاير الشيء: طال. وفي الحديث: خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرك. واسْتطارَ الفجرُ وغيره: انتشَر. واستُطيرَ الشيء: أي طُيِّرَ. وتَطَيَّرْتُ من الشيء وبالشيء. والاسم منه الطَيرةُ مثال العِنبَةُ، وهو ما يُتَشاءَمُ به من الفأل الرديء. وفي الحديث: أنَّه كان يحبُّ الفأل ويكره الطِيَرَةُ. وقوله تعالى: قالوا اطَّيَّرنا بكَ، أصله تَطَيَّرنا، فأدغمت التاء في الطاء، واجتلبت الألفُ ليصحَّ الابتداء بها. والمُطَيَّرُ من العود: المُطَرَّى، مقلوبٌ منه. قال:
إذا ما مشَت نادى بما في ثيابها ... ذكيُّ الشذَى والمندليُّ المُطَيَّرُ