العَرَقُ: الذي يرشَح. وقد عَرِقَ. ورجلٌ عُرَقَةٌ، إذا كانَ كثيرَ العَرَق. وقولهم: ما أكثرَ عَرَقَ إبلِه، أي نتاجَها. والعَرَقُ: السَطْر من الخيل والطَير وكلِّ مصطفٍّ. قال طُفيلٌ يصف فرساً:
كأنَّه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ ... سيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلولُ
والعَرَقُ: السفيفةُ المنسوجةُ من الخوص وغيره قبل أن يُجعَلَ منه الزَبيلُ؛ ومنه قيل للزبيل عَرَقٌ. وعَرَقُ الخِلالِ: ما يرشَحُ لك الرجل به، أي يعطيك للمودَّة. قال الشاعر يصف سيفاً:
سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي ... وما أُعطيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ
يقول: أخذتُ هذا السيف عَنوةً، ولم أعطه للمودة. قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلانٍ عَرَقَ القِربةِ، ومعناه الشدّةُ، ولا أدري ما أصله. وقال غيره: العَرَقُ إنَّما هو للرجُل لا للقِربة. قال: وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماءُ الزوافرُ ومن لا مُعين له. وربما افتقر الرجل الكريمُ واحتاج إلى حَمْلها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقةِ والحياءِ من الناس. فيقال: تجشمتُ لك عَرَقَ القربةِ. ويقال: جرى الفرس عَرَقاً أو عَرَقَيْنِ: أي طِلْقاً أو طِلْقين. ولبنٌ عَرِقٌ بكسر الراء، وهو الذي يُجْعَلُ في سقاءٍ ويُشَدُّ على البعير ليس بينَه وبين جنب البعير وقايةٌ، فإذا أصابَه عَرَقُ البعير أفسدَ طعمَه وتغيَّرتْ رائحته. والعُروقُ: نباتٌ أصفر يُصْبَغُ به. والعُروقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْقٌ. وفي الحديث: من أحيا أرضاً ميّتةً فهي له، وليس لعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ. والعِرْقُ الظالمُ: أن يجيء الرجلُ إلى أرضٍ قد أحياها غيرُه فيغرِسَ فيها أو يزرَع ليستوجبَ به الأرض. ويقال أيضاً: في الشراب عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. والعَرْقُ بالفتح: مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أعْرُقهُ بالضم عَرْقاً ومَعْرَقاً، إذا أكلت ما عليه من اللحم. وقال:
أكُفُّ لساني عن صديقي فإنْ أُجَأْ ... إليه فإني عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ
والعَرْقُ أيضاً: العظمُ الذي أُخذَ عنه اللحمُ، والجمع عُراقٌ بالضم. ورجلٌ مَعْروقُ العظامِ ومُعْتَرَقٌ، أي قليلُ اللحم. وتَعَرَّقْتُ العظمَ، مثل عَرَقْتُهُ. وقال أبو زيد: إذا كانَ الجلد في أسفل السقاء مَثْنيًّا ثم خُرِزَ عليه فهو العِراقُ، والجمع عُرُقٌ. وإذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ عليه غير مُثَنًّى فهو الطِباب. وقال الأصمعي: العِراقُ: الطِبابَةُ، وهي الجلدةُ التي تغطَّى بها عيونُ الخُرَز. وأعْرَقَ الرجلُ، أي صار عَريقاً، وهو الذي له عِرْقٌ في الكَرَم، وكذلك الفرس، وفلان معْرِقٌ. يقال ذلك في اللؤم والكرم جميعاً. وقد أعْرَقَ فيه أعمامُه وأخوالُه. ويقال: إن