العِبْرَةُ: الاسم من الاعتبار. والعَبْرَةُ بالفتح: تحلُّب الدمع. تقول منه: عَبِرَ الرجل بالكسر يَعْبَرُ عَبَراً، فهو عابِرٌ، والمرأة عابِرٌ أيضاً. قال الحارث بن وعلة:
وكذلك عَبِرَتْ عينه واسْتَعْبَرَتْ، أي دَمَعت. والعَبْرَانُ: الباكي. والعَبَرُ بالتحريك: سُخْنةٌ في العين تُبكيها. والعُبْرُ بالضم مثله. يقال: لأمِّه العُبْرُ والعَبَر. ورأى فلانٌ عُبْرَ عينيه، أي ما يُسخِّن عينيه. وعِبْرُ النهر وعَبْرُهُ: شَطُّه وجانبه. قال الشاعر:
وما الفرات إذا جادت غواربُه ... تَرمي أَواذِيُّه العِبْرَيْنِ بالزَبَدِ
وجملٌ عُبْرُ أسفار، وجمال عُبْرُ أسفار، وناقة عُبْرُ أسفار، يستوي فيه الجمع والمؤنث، وكذلك عِبْرُ أسفار بالكسر. والعُبْرُ أيضاً بالضم: الكثير من كلِّ شيء. والعُبْرِيُّ: ما نبت من السِدْرِ على شطوط الأنهار وعَظُمَ. والشِعْرى العُبورُ: إحدى الشِعْرَيَيْنِ، وهي التي خلفَ الجوزاء، سمِّيت بذلك لأنها عَبَرَتِ المجرّة. والمِعْبَرُ: ما يُعْبَرُ عليه من قنطرةٍ أو سفينة. وقال أبو عبيد: المِعْبَرُ: المركَبُ الذي يُعْبَرُ فيه. ورجلٌ عابِرُ سبيل، أي مارُّ الطريقِ وعَبَرَ القومُ، أي ماتوا. قال الشاعر:
فإن نَعْبُرْ فإنَّ لنا لُمَاتٍ ... وإن نَغْبُرْ فنحن على نذُورِ
يقول: إنْ مُتْنا فلنا أقرانٌ، وإن بقَينا فنحن ننتظر ما لا بدَّ منه، كأنَّ لنا في إتيانه نَذْراً. وعَبَرْتُ النهر وغيره أَعْبُرُهُ عَبْراً، وعُبوراً. وعَبَرْتُ الرؤيا أَعْبُرُها عِبارَةً: فَسَّرتها، قال الله تعال: إن كُنْتُمْ للرؤيا تَعبُرونَ أوصَلَ الفعل باللام كما يقال: إن كنتَ للمال جامعاً. قال الأصمعي: عَبَرْتُ الكتاب أَعْبُرُهُ عَبْراً، إذا تدبّرتَه في نفسك ولم تَرْفَعْ به صوتك. وقولهم: لغة عابِرَة، أي جائزة. قال الكسائي: أعْبَرْتُ الغنمَ، إذا تركتها عاماً لا تجزّها. وقد أَعْبَرْتُ الشاةَ فهي مُعْبَرَةٌ. وغلامٌ مُعْبَرٌ أيضاً: لم يُخْتَنْ. وجارية مُعْبَرَةٌ: لم تُخْفَضْ. وسهم مُعْبَرٌ: مُوفَّرُ الريش. وعَبَّرْتُ الرؤيا تَعْبيراً: فَسّرتها. وعَبَّرت عن فلانٍ أيضاً، إذا تكلمت عنه. واللسان يُعَبِّرُ عما في الضمير. وتَعْبِيرُ الدراهم: وزنُها جملةً بعد التفاريق. واسْتَعْبَرْتُ فلاناً لرؤيايَ، أي قصصتُها عليه ليَعْبُرَها. والعبير: أخلاط تجمع بالزَعفران، عن الأصمعي. وقال أبو عبيدة: العَبِيرُ عند العرب: الزعفرانُ وحْدَه. وأنشد للأعشى:
وتبردُ بَرْدَ رداءِ العرو ... سِ في الصيف رَقرقَت فيه العَبيرا