الغُربة: الاغتراب، تقول منه: تَغَرَّبَ، واغتربَ، بمعنًى، فهو غريب وغُرُب أيضاً. والجمع الغُرَباء. والغُرَباء أيضاً: الأباعد. واغترب فلانٌ، إذا تزوَّج إلى غير أقاربه. وفي الحديث: اغترِبوا لا تُضْووا. والمُغَرِّب: الذي يأخذ في ناحية المَغْرِب. وقال قيس بن الملوَّح:
وأصبحت من لَيْلى الغداةَ كناظرٍ ... مع الصُبحِ في أعقاب نجمٍ مُغَرّبِ
ويقال أيضاً: هل جاءكم مُغرِّبة خَبَرٍ، يعني الخبر الذي طرأ عليهم من بلدٍ سوى بلدهم. وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومغرَّب أيضاً: أي بعيد. والتَّغْريب: النفي عن البلد. وأغْرَب الرجل: جاء بشيءٍ غريب. وأغْرَبْتُ السقاءَ: ملأته. قال بشر:
وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا ... سُفنٌ تُكَفَّأُ في خليجٍ مُغْرَبِ
وأغْرَب الرجل: صار غريباً. واستَغْرَب في الضحك: اشتدَّ ضحكه وكثر. والمُغْرَب: الأبيض، قال الشاعر:
فهذا مكاني أو أرى القارَ مُغْرَباً ... وحتى أرى صُمّ الجبالِ تَكَلَّم
والمُغْرَب أيضاً: الأبيض الأشفار من كلِّ شيء؛ تقول: أغْرِب الفرس، على ما لم يسمّ فاعله، إذا فشت غُرَّته حتَّى تأخذ العينين فتبيضّ الأشفار. وكذلك إذا ابيضَّت من الزَّرَق. وأُغْرِب الرجل أيضاً، إذا اشتدَّ وجعه. والغُراب: واحد الغِرْبان، وجمع القلَّة أَغْرِبة. وغرابُ الفأس: حدُّها. قال الشماخ يصف رجلاً قطع نبعة:
فأنحى عليها ذاتَ حدٍّ غُرابها ... عَدوٌّ لأوساط العِضاهِ مَشارِزُ
وغُرابا الفرس والبعير: حدُّ الوِركين، وهما حرفاهما: الأيسر والأيمن، اللذان فوق الذنب حيث يلتقي رأسا الورك. وجمعه أيضاً غِرْبانٌ. ورِجلُ الغُراب: ضربٌ من الصِّرار شديد. وقول الشاعر:
رأى دُرَّةً بيضاء يَحفِلُ لونَها ... سُخامٌ كغِرْبان البرير مُقَصَّبُ
يعني به النضيج من ثمر الأراك. وتقول: هذا أسود غِرْبيبٌ، أي شديد السواد. وإذا قلت: غرابيبُ سودٌ، تجعل السود بدلاً من الغرابيب؛ لأنَّ تواكيد الألوان لا تقدَّم. والغَرْب والمَغْرِب بمعنًى واحد. وقولهم: لقيته مُغَيْرِبان الشمس، صغَّروه على غير مكبَّره، كأنَّهم صغَّروا مَغْرِبانا. والجمع مُغَيْرِبانات. وغَرَبَ أي بَعُد؛ يقال: اغرُبْ عنِّي، أي تباعد. وغرَبت الشمس غُروباً. والغُروب أيضاً: مجاري الدمع. وللعين غُرابان: مقدِمها ومؤخِرها.