الغيرَةُ بالكسر: الميرَةُ. وقد غارَ أهلَه يَغيرهم غِياراً، أي يَميرُهُم وينفعهم. قال الباهلي:
ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاَء أو حارِثِيَّةٍ ... تُؤَمِّلُ نَهْباً من بَنيها يَغيرُها
أي يأتيها بالغنيمة فقد قُتلوا. قال أبو عبيدة: يقال: غارَني الرجل يَغيرُني ويَغورُني، إذا وَداكَ من الدِيَةِ. والاسم الغيرَةُ أيضاً بالكسر، وجمعها غِيَرٌ. قال الشاعر:
لَنَجْدَعَنَّ بأيدينا أنوفَكم ... بَني أمَيَّةَ إن لم تَقْبَلوا الغيرا
وقال بعضهم: إنه واحد، وجمعه أغْيارٌ. والغِيَرُ أيضاً: الاسم من قولك غَيَّرتُ الشيء فتَغَيَّر. والغَيْرَةُ بالفتح: مصدر قولك: غارَ الرجل على أهله يَغارُ غَيْراً، وغَيْرَةً، وغاراً. ورجلٌ غيورٌ وغَيرانُ، وجمع غَيورٍ غُيُرٌ، وجمع غَيْرانَ غَيارى وغُيارى. ورجلٌ مِغْيارٌ وقومٌ مَغاييرُ، وامرأةٌ غَيورٌ ونِسْوةٌ غُيُرٌ، وامرأةٌ غَيْرى ونِسوةٌ غَيارى. وغارَهُ يُغيرُهُ ويَغورُهُ، أي نَفَعَهُ. قال: عبد مناف بن رِبْعٍ الهذليّ:
ماذا يَغيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَويلُهُما ... لا تَرْقُدانِ ولا بُؤْسى لِمَن رَقَدا
يقول: لا يغني بكاؤهما على أبيهما من طلب ثأره. وغارَهُمُ الله بمطر يَغيرُهُم ويَغورُهُمْ، أي سقاهم. يقال: اللهم غِرْنا بخير وغُرْنا بخير. قال الفراء: قد غارَ الغيثُ الأرض يَغيرُها، أي: سقاها. قال: وغارَنا الله بخير، كقولك: أعطانا خيراً. وأرضٌ مَغيرَةٌ بفتح الميم، ومَغْيورَةٌ، أي مَسْقِيَّةٌ. وغايَرتُ الرجل مُغايَرَةً، أي عارضْتُه بالبيع وبادلتُه. وتغايَرَتِ الأشياءُ: اختلفت. والغِيارُ: البِدالُ. قال الشاعر الأعشى:
فلا تَحْسَبَنِّي لكم كافِراً ... ولا تَحْسَبَنِّي أريدُ الغِيارا
وقولهم: نزل القوم يُغَيِّرونَ، أي يُصلِحون الرِحالَ. وغَيْرُ بمعنى سِوى، والجمع أغْيارٌ. وهي كلمةٌ يوصف بها ويستثنى، فإن وصفتَ بها أتبعتَها إعرابَ ما قبلها، وإن استثنيت بها أعربتها بالإعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إلا. وذلك أنّ أصل غَيْرَ صفةً والاستثناء عارضٌ. وقد تكون غَيْرُ بمعنى لا فتنصبها على الحال، كقوله تعالى: فَمَنِ اضْطَرَّ غَيْرَ باغٍ ولا عادٍ، كأنه قال: فمن اضطُرَّ جائعاً لا باغياً. وكذلك قوله: غَيْرَ ناظِرينَ إناهُ، وقوله: غَيْرَ محِلِّي الصَيد.