للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحكم بعد ابن شاس (١) سنة خمس وثمانين، وطالت أيامه إلى هذا العام، وكان غزير المروءة والاحتمال والإحسان إلى الفقهاء والشُّهود، ومن يقصده.

توفي ليلة الأربعاء حادي عشر جمادى الآخرة ودفن بسفح المقطَّم بمصر، وتولى الحكم بعده بمصر تقي الدين الأخنائي المالكي.

الشيخ إبراهيم (٢) بن أبي العلاء (٣): المقرئ الصيت المشهور المعروف بابن شَعْلان، وكان رجلًا جيدًا في شهود المسمارية (٤)، ويقصد للختمات لطيب (٥) صَوْته.

توفي يوم الجمعة وهو كهل ثالث عشر جُمادى الآخرة، ودفن بسفح قاسيون.

الشيخ الإمام العالم الزاهد: أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي جعفر أحمد بن خلف بن إبراهيم بن أبي عيسى بن الحاج التجيبي (٦) القرطبي ثم الإشبيلي (٧)، ولد بإشبيلية سنة ثمان وثلاثين وستمئة، وقد كان أهله بيت العلم والخطابة والقضاء بمدينة قرطبة، فلما أخذها الفرنج انتقلوا إلى إشبيلية وتمحقت أموالهم وكتبهم، وصادر ابن الأحمر جده القاضي بعشرين ألف دينار، ومات أبوه وجده في سنة إحدى وأربعين وستمئة، ونشأ يتيمًا ثم حجّ وأقبل إلى الشام، فاستقام بدمشق من سنة أربع وثمانين، وسمع من ابن البخاري وغيره، وكتب بيده نحوًا من مئة مجلد، إعانة لولديه أبي عَمْرو وأبي عبد الله على الاشتغال.

ثم كانت وفاته بالمدرسة الصلاحية (٨) يوم الجمعة وقت الأذان ثامن عشر رجب، وصلّي عليه بعد العصر ودفن عند الفندلاوي (٩)، بباب الصغير بدمشق، وحضر جنازته خلق كثير.

الشيخ كمال الدين بن الشريشي: أحمد ابن الإمام العلامة جمال الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن


(١) في ط: شاش.
(٢) في ب: برهان الدين.
(٣) لم أقع على ترجمة له.
(٤) هي القيمرية الكبرى داخل السور بالقرب من المئذنة الفيروزية. الدارس (٢/ ١١٤).
(٥) في ط: لصيت.
(٦) في ط: النجيبي، وهو تصحيف، وما هنا في الشذرات والدرر. نسبة إلى: تُجيب بنت ثوبان بن سليم بن مذحج وهي أم عدي وسعد ابني أشر بن شبب بن السكون نسب ولدها إليها. الوفيات (٤/ ٤٣١). وهو مجود بخط الذهبي في ترجمة جده من تاريخ الإسلام (١٤/ ٣٩٤ من طبعة الدكتور بشار).
(٧) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٣٥٠ - ٣٥١) والشذرات (٦/ ٥١).
(٨) هي الصلاحية المالكية أنشأها الملك الناصر صلاح الدين أيوب. منادمة الأطلال (ص ٢٢٦).
(٩) في الأصل وأ وط: القندلاوي بالقاف، وأثبتنا ما في ب والدارس (٢/ ١٠ - ١١) وهو: الشيخ يوسف الفندلاوي شيخ المالكية قتل على يد الفرنجة شهيدًا وقبره بباب الصغير.

<<  <   >  >>