للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الخميس تاسعَ عشرَ جُمادى الآخرة فُتح الحمّام الذي أنشأه تَنْكِز تجاه جامعه، وأُكري في كل يوم بأربعين درهمًا لحسنه وكثرة ضوئه ورخامه.

وفي يوم السبت تاسعَ عشرَ رجب خربت كنيسة القرائيين التي تجاه حارة اليهود بعد إثبات كونها محدثة [عند الحكام] (١) وجاءت المراسيم السلطانية بذلك.

وفي أواخر رجب نفذت الهدايا من السلطان إلى أبي سعيد ملك التتار، صحبة الخواجا مجد الدين السلامي، وفيها خمسون جملًا وخيول وحمار عتابي.

وفي منتصف رمضانَ أُقيمت الجمعة بالجامع الكريمي بالقابون وخطب فيه الفقيه جمال الدين عبد الوهاب التركماني الحنفي إمام القابون (٢) وشهدها يومئذ القُضَاة والصَّاحب وجماعةٌ من الأعيان.

قال الشيخ علَم الدين: وقدم دمشق الإمام قوام الدين كاتب ابن الأمير عمر بن العميد الأكفاني (٣) القازاني، مدرّس مشهد الإمام أبي حنيفة ببغداد، في أول رمضان، وقد حج في هذه السنة وتوجه إلى مصر وأقام بها أشهرًا، ثم مر بدمشق متوجهًا إلى بغداد فنزل بالخاتونية الحنفية، وهو ذو فنون وبحث وأدب وفقه.

وخرج الرَّكب الشامي يوم الإثنين عاشر شوال وأميره شمس الدين حمزة التركماني (٤)، وقاضيه نجم الدين الدمشقي (٥). وفيها حجَّ تَنْكِرُ نائب الشام وفي صحبته جماعةٌ من أهله، وقدم من مصر الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب لينوب عنه إلى أن يرجع، فنزل بالنَّجيبية البرَّانية (٦).

وممَّن حج فيها الخطيب جلال الدين القَزْويني، وعز الدين حمزة بن القلانسي، وابن العز شمس الدين الحنفي، وجلال الدين بن حسام الدين الحنفي، وبهاء الدين بن عليمة (٧)، وعلم الدين البِرْزالي.

ودرَّس ابنُ جماعة بزاوية الشّافعي يوم الأربعاء ثامنَ عشرَ شوال عوضًا عن شهاب الدين أحمد بن محمد الأنصاري (٨) لسوء تصرفه، وخُلع على ابن جماعة، وحضر عنده من الأعيان والعامة ما يُشَابهُ


(١) زيادة من ب.
(٢) زيادة من ب، الدارس (١/ ٥٠٦).
(٣) ليست في ب.
والأتقاني: نسبة إلى بلدة اتقان. الدرر الكامنة (١/ ٤١٤). مات سنة (٧٥٨ هـ).
(٤) هو حمزة بن شريك التركماني، مات سنة (٧٣٣ هـ) الدرر الكامنة (٢/ ٧٦).
(٥) هو: أحمد بن عبد المحسن بن حسن بن معالي. سيأتي في وفيات (٧٢٦ هـ).
(٦) لصيق المدرسة النورية وضريح نور الدين الشهيد من جهة الشمال. الدارس (١/ ٤٦٨).
(٧) في الأصل وط: علية.
(٨) سيأتي في وفيات سنة (٧٤٩ هـ).

<<  <   >  >>