للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الأربعاء رابعَ عشَر رجب درَّس بقبة المنصورية (١) في الحديث الشيخ زين الدين بن الكتاني (٢) الدمشقي، بإشارة نائب الكَرَك وأَرْغُون، وحضر عنده الناس، وكان فقيهًا جيدًا، وأما الحديث فليس من فنّه ولا من شغله.

وفي أَواخر رجب قدم الشيخ زين الدين محمد (٣) بن عبد الله بن المرحّل من مصرَ على تدريس الشَّامية البرَّانية، وكانت بيد ابن الزملكاني فانتقل إلى قضاء حلبَ، فدرَّس بها في خامس شعبان وحضر القاضي الشافعي وجماعة.

وفي سلخ رجب قدم القاضي عز الدين بن بدر الدين بن جماعة من مصرَ ومعه ولده، وفي صحبته الشيخ جمال الدين الدّمياطي وجماعةٌ من الطلبة بسبب سماع الحديث، فقرأ بنفسه وقرَأَ الناسُ له واعتنوا بأمره، وسمعنا معهم وبقراءته شيئًا كثيرًا، نفعهم الله بما قرأوا وبما سمعوا، ونفع بهم.

وفي يوم الأربعاء ثانيْ عشرَ شعبان درَّس الشيخ شمس الدين بن الأصبهاني (٤)، بالرّواحية بعد ذهاب ابن الزَّمْلكاني إلى حلبَ، وحضر عنده القضاة والأعيان، وكان فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وجرى يومئذ بحثٌ في العامِّ إذا خصَّ، وفي الاستثناء بعد النفي، ووقع انتشار، وطال الكلام [في ذلك المجلس، وتكلم الشيخ تقي الدين كلامًا أبهت الحاضرين] (٥).

وتأخر ثبوت عيد الفطر إلى قريب الظّهر يوم العيد، فلمَّا ثبت دقت البشائر وصلى الخطيب العيد من الغد بالجامع، ولم يخرج النَّاس إلى المُصلَّى، وتغضَّب الناس على المؤذِّنين وسُجن بعضهم.

وخرج الركب في عاشره وأميره صلاح الدين ابن أَيْبَك الطويل، وفي الركب صلاح الدين بن الأوحد، والمنكورسي، وقاضيه شهاب الدين الظاهريّ.

وفي سابع عشره درَّس بالرباط الناصري بقاسيون حسام الدين القزويني الذي كان قاضي طرابُلُس، قايضه بها جمال الدين بن الشريشي (٦) إلى تدريس المسرورية، وكان قد جاء توقيعه بالعذراوية والظاهرية فوقف في طريقه قاضي القضاة جلال (٧) الدين ونائباه ابن جملة والفخر المصري، وعقد له ولكمال الدين بن الشيرازي مجلسًا، ومعه توقيع بالشَّامية البرانية، فعُطِّل الأمرُ عليهما لأنّهما لم يُظهرا


(١) هي حلقة حديث في جامع بني أمية. الدارس (١/ ١٣٥).
(٢) في الأصل: الكافي. تحريف.
(٣) ليست في ط.
(٤) الشيخ محمود المذكور في أولها.
(٥) ليست في ب.
(٦) في ط: الشريشني. وهو تحريف.
(٧) في ط: جمال الدين وهو تحريف. والمراد: جلال الدين القزويني.

<<  <   >  >>