للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي السادس والعشرين من ذي القعدة نقل نائب السلطنة سيف الدين (١) تَنْكِز حواصله وأموالَه من دار الذَّهب داخل باب الفراديس إلى الدار التي أنشأها، وتُعرف بدار فلوس، فسميت دار الذهب، وعزل خَزِنْداره ناصر الدين محمد بن عيسى، وولي مملوكه أَبَاحي.

وفي ثاني عشري ذي القعدة جاء إلى مدينة عجلون سيل عظيم من أول النهار إلى وقت العصر، فهدم من جامعها وأسواقها ورباعها ودورها شيئًا كثيرًا، وغرقَ سبعةُ نفر، وهلَكَ للنَّاس شيء كثير من الأموال والغلّات والأمتعة والمواشي ما يقارب قيمته ألف ألف درهم والله أعلم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي يوم الأحد ثامن عشر ذي الحجة أَلزم القاضي الشافعي الشّيخُ علاءُ الدين القونوي جماعةَ الشُّهود بسائر المراكز أن يُرسلوا في عمائمهم العَذَبات (٢) ليتميّزوا بذلك عن عوامِّ الناس، ففعلوا ذلك أيامًا ثم تضرَّرُوا من ذلك، فأرخص لهم في تركها، ومنهم من استمر بها.

وفي يوم الثلاثاء عشرين ذي الحجة أُفرج عن الشيخ الإمام العالم العلامة أبي عبد الله شمس الدين محمد (٣) ابن قيّم الجوزية، وكان معتقلًا بالقلعة أيضًا، من بعد اعتقال الشيخ تقي الدين بأيامٍ من شعبان سنة ستٍّ وعشرين إلى هذا الحين، وجاء الخبر، وجاء الخبر بأن السلطان أفرج عن الجاولي (٤) والأمير فرج بن قراسنقر (٥)، ولاجين المنصوري (٦)، وأحضروا بعد العيد بين يديه، وخلع عليهم.

وفيه وصل الخبر بموت الأمير الكبير جُوْبان (٧) نائب السلطان أبي سعيد على تلك البلاد.

ووفاة قراسنقر المنصوري (٨) أيضًا كلاهما في ذي القعدة من هذه السنة.

وجوبان هذا هو الذي ساق القناة الواصلة إلى المسجد الحرام (٩)، وقد غرم عليها أموالًا جزيلة كثيرة (١٠)، وله تربة بالمدينة النبوية، ومدرسة مشهورة، وله آثار حسنة، وكان جيد الإسلام، له همَّة


(١) ليست في ط.
(٢) "العَذَبة": هو ما يسدل من العمامة بين الكتفين.
(٣) ليست في ط.
(٤) هو علم الدين سنجر الجاولي بعد اعتقال ثماني سنين وثلاثة أشهر. النجوم الزاهرة (٩/ ٩٠).
(٥) توفي سنة (٧٣٤ هـ) الدرر الكامنة (٣/ ٢٣٠).
(٦) حبسه الناصر بعد عودته من الكرك، فأقام سبعة عشر عامًا، ثم أفرج عنه ليلة عرفة. مات سنة (٧٣١ هـ). الدرر الكامنة (٣/ ٢٧٠).
(٧) الدرر الكامنة (١/ ٥٤٢) النجوم الزاهرة (٩/ ٢٧٢).
(٨) وهو الذي مرَّ خبر فراره في سنة (٧١٢ هـ) إلى التتار. الدرر الكامنة (٣/ ٢٤٧) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٧٣) وفيه: وفاته كانت في شوال. والدارس (١/ ٣٠٤).
(٩) سنة (٧٢٦ هـ).
(١٠) ليست في ب.

<<  <   >  >>