للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب الفراديس، في دهليز المقدَّميَّة، وأُعيدت عليهم أملاكهم المخلَّفة عن أبيهم، وكانت تحت الحوطة، فلما مات في تلك البلاد أفرج عنها أو أكثرها.

وفي يوم الجمعة آخر شهر ربيع الآخر أُنزل الأمير جُوبان وولدُه من قلعة المدينة النبوية وهما ميّتان مصبَّران في توابيتهما (١)، فصُلّي عليهما بالمسجد النبوي (٢)، ثم دُفنا بالبقيع عن مرسوم السُّلطان، كان مُرَاد جُوْبان أن يُدفن في مدرسته، فلم يمكَّنْ من ذلك (٣).

وفي هذا اليوم صُلّي بالمدينة النبوية على الشيخ تقي الدين بن تيمية ، وعلى القاضي نجم الدين البالسي المصري، صلاةَ الغائب.

وفي يوم الاثنين منتصف جمادى الآخرة درّس القاضي شهاب الدين أحمد بن جهبل بالمدرسة البادرائية عوضًا عن شيخنا برهان الدين الفزاري توفي إلى رحمة الله تعالى، وأخذ مشيخة دار الحديث منه الحافظ شمس الدين الذهبي، وحضرها في يوم الأربعاء سابع عشره، ونزل عن خطابة كفر (٤) بطنا للشيخ جمال الدين المسلاتي المالكي (٥) فخطب بها يوم الجمعة تاسع عشره.

وفي أواخر هذا الشهر قدم نائب حلب الأمير سيف الدين أَرْغُون إلى دمشق قاصدًا باب السلطان، فتلقَّاه نائبُ دمشقَ وأنزله بداره التي عند جامعه، ثمّ سار نحو مصرَ فغاب نحوًا من أربعين يومًا، ثم عاد راجعًا إلى نيابة حلب.

وفي عاشر رجب طلب الصاحب تقي الدين عمر (٦) بن الوزير شمس الدين بن السّلعُوس (٧) إلى مصرَ فولي نظر الدواوين بها حتى مات عن قريب (٨).

وخرج الركب يوم السبت تاسع شوال وأميره سيف الدين بلطي، وقاضيه شهاب الدين القيمري، وفي الحجّاج زوجة ملك الأمراء تَنْكِز، وفي خدمتها الطَّواشي شبل الدولة كافور (٩) وصدر الدّين المالكي،


(١) ذُكر من قبل: إنه قتل في بلاده. والظاهر أنه نقل إلى تربة له بالمدينة النبوية.
(٢) في النجوم الزاهرة (٩/ ٢٧٣) بعد أن طيف بهما في الحرم المكي مع الركب العراقي.
(٣) منعه السلطان بمرسوم.
(٤) ليست في ط. وهي قرية مشهورة من قرى غوطة دمشق.
(٥) هو: محمد بن عبد الرحيم بن علي السلمي المسلاتي. مات سنة (٧٧١ هـ) الدارس (١/ ٣٥٨).
(٦) في ط: بن عمر ولعله تطبيع.
(٧) وهو: عمر بن محمد بن عثمان بن أبي رجاء بن أبي الزهراء الصاحب شمس الدين بن السلعوس.
(٨) سيأتي في وفيات سنة (٧٣١ هـ).
(٩) ليست في ط.

<<  <   >  >>