للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلاح الدّين ابن أخي الصاحب تقي الدّين توبة (١)، وأخوه شرف الدين، والشيخ علي المغربي، والشيخ عبد الله الضرير وجماعة.

وفي بُكْرَة الأربعاء ثالث عشر (٢) شوال، جلس القاضي ضياء الدين علي بن سليم بن ربيعة (٣) للحكم بالعادليّة الكبيرة نيابة عن قاضي القضاة القُونوي، وعوضًا عن الفخر المصري بحكم نزوله عن ذلك وإعراضه عنه تاسع عشر رمضان من هذه السنة.

وفي يوم الجمعة سادس ذي القعدة بعد أذان الجمعة صعد إلى منبر جامع الحاكم بمصرَ شخصٌ من مماليك الجَاوْلي يقال له أَرْصَى، فادّعى أنه المَهديُّ وسجَع سَجَعاتٍ يسيرة على رأي الكهّان، فأُنزل في شرِّ خَيْبةٍ، وذلك قبل حضور الخطيب بالجامع المذكور.

وفي ذي القعدة وما قبله وما بعده من أواخر هذه السنة وأوائل الأخرى وُسِّعت الطُّرقات والأسواق داخل دمشقَ وخارجها، مثل سوق السّلاح والرصيف والسوق الكبير وباب البريد ومسجد القصب إلى الزنجبيلية، وخارج باب الجابية إلى مسجد الذُّبان (٤)، وغير ذلك من الأماكن التي كانت تضيق عن سلوك الناس (٥)، وذلك بأمر تَنْكز، وأمر بإصلاح القنوات، واستراح الناس من ترشيش (٦) الماء عليهم بالنجاسات.

ثم في العشر الأخير من ذي الحجة رُسم بقتل الكلاب فقُتل منها شيء كثير جدًّا، ثم جمعوا خارج باب الصغير مما يلي باب كَيْسان (٧) في الخندق، الخندق، وفُرِّق بين الذكور منهم والإناث ليموتوا سريعًا. ولا يتوالدوا، وكانت الجيف والميتات تنقل إليهم، فاستراح النّاس من النَّجاسة من الماء والكلاب، وتوسعت لهم الطرقات (٨).

وفي يوم الجمعة ثاني عشرَ ذي الحجة حضر مشيخة الشيوخ بالسُّمَيْساطية قاضي القضاة شرف الدين المالكي بعد وفاة قاضي القضاة القونوي الشافعي، وقُرئ تقليده بالمشيخة بها، وحضره الأعيان وأعيد إلى ما كان عليه.


(١) "توبة": هو توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع التكريتي. مات سنة (٦٩٨ هـ) الدارس (٢/ ٢٣٧).
(٢) ليست في أ وط. وأثبتناها من ب.
(٣) مات في الرملة سنة (٧٣١ هـ) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٥٣).
(٤) مسجد خارج باب الجابية وهو شرقي التربة الركنية المنجكية. الدارس (٢/ ٢٣٢).
(٥) في ب: في المدارس والمساجد والأملاك العامة.
(٦) في ط: ترتش وهو تحريف.
(٧) باب من أبواب دمشق من الجنوب وقد فتح عام (٧٦٥ هـ) بعد غلقه ما يزيد عن مئتي سنة، كما سيأتي ومن ثمّ هُدم وبُنَي مكانه كنيسة القديس بولص. . الدارس (٢/ ٣١٨) دمشق القديمة للمنجد.
(٨) الذيل (ص ١٥٩).

<<  <   >  >>