للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

برهان الدين بن عبد الحق (١) بالديار المصرية، وحضر عنده القضاة والأعيان، وانصرفوا من عنده إلى عند ابن أخيه صلاح الدين بالجَوْهريَّة (٢)، درَّس بها عوضًا عن حَميه (٣) شمس الدين بن الزكي نزل له عنها.

وفي آخر رجب خُطب بالجامع الذي أنشأه الأمير سيف الدين أُلْمَاسُ (٤) الحاجب ظاهر القاهرة بالشارع (٥).

وخُطب بالجامع الذي أنشأَه قَوْصُون بين جامع طولون والصالحية (٦) يوم الجمعة حاديْ عشرَ رمضانَ وحضر السُّلطان وأعيانُ الأمراء الخُطبة. خَطبَ به يومئذ قاضي القضاة جلال الدين القزويني الشافعي عوضًا عن أمين الدين بن العَسَّال، ورجع ابن العَسّال إلى حجابة الديوان الكبير (٧) وخُلع عليه خِلعة سنيّة، واستقلَّ في خطابته بدر الدين (٨) بن شكر (٩).

وخرج الرَّكبُ الشّامي يوم السبت حاديْ عشرَ شوّال وأميرُه سيف الدين المُوْسَاويّ (١٠) صهر بَلَبَان، إِلْبيري (١١)، وقاضيه شهاب الدين ابن المجد عبد الله مدرس الإقبالية (١٢)، ثم تولى قضاء القضاة كما سيأتي.

وممَّن حج في هذه السنة رضي الدّين بن المنطيقي، والشمس الأردبيلي شيخ الجاروخيّة، وصفي الدين بن الحريري، وشمس الدين ابن خطيب يَبْرُود (١٣)، والشيخ محمد النَّيرباني وغيرهم، فلمَّا قَضَوْا مناسكهم رجعوا إلى مكَّة لطواف الوداع، فبينما هم في سماع الخُطبة إذ سمعوا جلبة الخيل من بني حَسَن وعبيدهم، قد حَطَمُوا على النَّاس في المسجد الحرام، فثار إلى قتالهم الأَتراك فاقتتلوا، فقتل أمير من


(١) في ب: قاضي الحنفية. وقد ذكر من قبلُ.
(٢) الدارس (١/ ٤٩٨).
(٣) في الأصل وأ وط: حموه. وهو غلط.
(٤) في ط: الماشي. وهو تحريف.
"وأُلْمَاسُ": هو ابن عبد الله الناصري محمد بن قلاوون، ولي الحجوبية الكبرى. مات سنة (٧٣٢ هـ) كما في الدرر الكامنة (١/ ٤١٠) أما في الدليل الشافي (١/ ١٥٤) فقد توفي قتيلًا في ثاني صفر سنة أربع وثلاثين وسبعمئة.
(٥) في خدْرة البقر.
(٦) في دار اشتراها تعرف بدار الأمير آقوش المؤصلي الحاجب من أربابها، وسماه جامع التوبة. النجوم (٩/ ٩٤).
(٧) زيادة من ب.
(٨) في الأصل: فخر الدين.
(٩) في ط: شكري.
(١٠) في ط: المرساوي بالراء.
(١١) في الدرر الكامنة (١/ ٤٩٢): (بَلَبَان البدري).
(١٢) الدارس (١/ ١٦٢).
(١٣) في ط: بيروذ وهو تصحيف.

<<  <   >  >>