للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحجَّاج (١)، وأنه قُتل من المصريين أميران، فلمّا بلغ الخبرُ السلطانَ عَظُم عليه ذلك، وامتنع من الأكل على السّماط فيما يقال أيّامًا، ثم جرَّد ستمئة فارس وقيل ألفًا، والأول أصح، وأرسل إلى الشَّام أن يجرد مقدمًا آخر، فجُرّد الأمير سيف الدين أُلْجِيْبُغا العادلي (٢). وخرجَ من دمشقَ يوم دخلها الرّكب في سادس عشري المحرّم، وأُمرَ أن يسير إلى أَيْلَةَ ليجتمع مع المصريين، وأن يسيروا جميعًا إلى الحجاز.

وفي يوم الأربعاء تاسع صفر وصل نهرُ السَّاجُور إلى مدينة حلب، وخرج نائب حلب أَرْغُون ومعه الأُمَراء مشاةً إليه في تهليل وتكبير وتحميد، يتلقَّوْن هذا النَّهر، ولم يكن لأحدٍ من المغاني ولا غيرهم أن يتكلَّم بغير ذكر الله تعالى، وفرح النَّاس بوصوله إليهم فرحًا شديدًا، وكانوا قد سَعَوْا في تخليصه (٣) من أماكن بعيدة احتاجوا فيها إلى نقب الجبال، وفيها صخورٌ ضِخَام، وعقدوا له قناطر على الأودية، وما وصل إلا بعد جهد جهيد، وأمر شديد، فلله الحمد وحده لا شريك له (٤). وحين رجع نائب حلب أَرْغُون مرض مرضًا شديدًا ومات .

وفي سابع [عشر] (٥) صفر وسَّع تَنْكِز الطرقات بالشّام ظاهرَ باب الجابية، وخرَّب كلَّ ما يضيِّقُ الطرقات.

وفي ثاني ربيع الأول لبس علاء الدين بن (٦) القلانسي خلعة سنّية لمباشرة نظر الدواوين (٧) ديوان ملك الأُمراء، وديوان نظر المارستان، عوضًا عن أمين الدين بن العسَّال (٨)، ورجع ابن العسال إلى حجابة الديوان الكبير.

وفي يوم الخميس (٩) ثاني ربيع الأَول لبس عماد الدين بن الشيرازي خلعة نظر الأموي عوضًا عن ابن مراجل عُزل عنه لا إلى بدل عنه، وباشر جمال الدين بن الفَوَيْرة (١٠) نظر الأسرى بدلًا عن ابن الشيرازي.

وفي يوم الخميس آخر ربيع الأول لبس القاضي شرف الدين (١١) عبد الله بن شرف الدين حسن بن الحافظ أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي خلعة قضاء الحنابلة عوضًا عن عز الدين بن


(١) في المسجد الحرام.
(٢) توفي سنة (٧٥٤ هـ). كما سيأتي
(٣) في ط: وَسَعُوا في تحصيله. وهو تحريف.
(٤) ليست في ب.
(٥) زيادة من ب.
(٦) ليست في ط.
(٧) ليست في ب.
(٨) في الأصل: العال، والذي في ط: ابن العادل. وهو تحريف.
(٩) ليست في ط.
(١٠) في ط: القويره. والذيل (ص ١٦٦).
(١١) في ط: شرف الدين بن عبد الله.

<<  <   >  >>