للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقي سليمان، توفي ، وركب من دار السعادة إلى الجامع، فقرئ تقليده تحت النَّسر بحضرة القضاة والأعيان، ثم ذهب إلى الجَوْزية فحكم بها، ثم إلى الصَّالحية وهو لابس الخلعة، واستناب يومئذ ابن أخيه عبد الله بن شهاب الدين أحمد (١).

وفي سلخ ربيع الآخر اجتاز الأمير علاء الدين ألْطَنْبُغَا (٢) بدمشق وهو ذاهب إلى بلاد حلب نائبًا عليها، عوضًا عن أرغون توفي إلى رحمة الله، وقد تلقّاه النَّائبُ والجَيْشُ.

وفي مستهل جُمادى الأولى حضر الأمير الشَّريف رميثة بن أبي نُمي إلى مكّة، فقُرئ تقليدهُ بإمرة مكّة من جهة السلطان، صُحبةَ التَّجريدة، وخُلع عليه، وبايعه الأمراء المجرَّدون من مِصرَ والشَّام داخل الكعبة، وقد كان وصول التجاريد إلى مكَّة في سابع ربيع الأول، فأقاموا بباب المُعَلَّى، وحصل لهم خير كثير من الصَّلاةِ والطَّوافِ، وكانت الأسعار رخيصة معهم.

وفي يوم السبت سابع ربيع الآخر (٣) خُلع على القاضي عزّ الدين بن بدر الدّين بن جماعة بوكالة السُّلطان ونظر جامع ابن طولون ونظر الناصرية، وهنأه النَّاس عوضًا عن التاج (٤) إسحاق عبد الوهاب، توفّي ودُفن بالقَرَافة.

وفي هذا الشهر تولّى عماد الدين ابن قاضي القضاة الأخنائي تدريس الصَّارميَّة وهو صغير بعد وفاة النجم هاشم بن عبد الله البَعْلَبَكي الشافعي، وحضرها في رجب وحضر عنده النَّاس خدمة لأبيه (٥).

وفي حادي عشري جُمادى الآخرة رجعت التَّجريدة من الحجاز صحبة الأمير سيف الدين أُلْجِي بُغَا، وكانت غيبتهم خمسةَ أشهرٍ وأيامًا وأقاموا بمكة شهرًا واحدًا ويومًا واحدًا، وحصَل للعرب منهم رعبٌ شديدٌ، وخوفٌ أكيدٌ، وعزلوا عن مكَّة عطيّة، ووَلَّوْا أخاه رُمَيْتَةَ وصَلّوا وطَافُوا واعتمروا، ومنهم من أقام هناك ليَحُجَّ.

وفي ثاني رجب خلع على ابن أبي الطيب بنظر ديوان بيت المال عوضًا عن ابن الصاين توفي.

وفي أوائل شعبانَ حصلَ بدمشقَ هواءٌ شديدٌ مزعج كسَّر كثيرًا من الأشجار والأغصان، وألقى بعضَ


(١) الدارس (٢/ ٤٠).
(٢) ألطنبغا الصالحي، الحاجب الناصري. مات سنة (٧٤٢ هـ) كما سيأتي.
(٣) في ب: جمادى الآخرة.
(٤) في ط: ابن. وفي أ و ب: أبي. وأسقطناها لأنه كان قبطيًا اسمه إسحاق وتسمّى بعبد الوهاب بن عبد الكريم. الدرر الكامنة (١/ ٣٥٧) و (٢/ ٤٣٢). النجوم الزاهرة (٩/ ٢٨٩).
(٥) الدارس (١/ ٣٢٨).

<<  <   >  >>