للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشتري أملاكًا من بيت المال ويوقفها ويتصرّف فيها تصرُّف الملَّاك لنفسه، وشهد بذلك كمال الدين بن (١) الشيرازي وابن أخيه عماد الدين وعلاء الدين بن القلانسي وابن خاله عماد الدين بن عز الدين بن القلانسي، وعز الدين بن المُنجّى، وتقي الدين بن مراجل، وكمال الدين بن الفويرة، وأُثبت على القاضي برهان الدين الزُّرعي الحنبلي ونفذه بقيَّةُ القضاة، وامتنع المحتسب عز الدين بن القلانسي من الشَّهادة فرُسم عليه بالعذراوية قريبًا من شهر، ثم أُفرج عنه وعُزل عن الحِسبة، واستمرَّ على نظر الخزانة (٢).

وفي يوم الأحد ثامن عشري ذي القعدة حُملت خلعة القضاءِ إلى الشيخ شهاب الدين بن المجد وكيل بيت المال يومئذ، فلبسها وركب إلى دار السعادة وقُرئ تقليده بحضرة نائب السلطنة والقضاة ثم رجع إلى مدرسته الإقبالية فقُرئ بها أيضًا وحَكَم بين خَصْمين، وكتب على أوراق السّائلين (٣)، ودرَّس بالعادلية والغَزَاليَّة والأتابكيَّة (٤) مع تدريس الإقبالية عوضًا عن ابن جملة.

وفي يوم الجمعة رابع الحجة حضر الأمير حسام الدين مُهَنّا بن عيسى وفي صحبته صاحبُ حماة الأَفْضَل، فتلقاهما تَنْكِز وأكرمهما، وصَلَّيَا الجُمُعَة عند النائب ثم توجَّها إلى مصرَ، فتلقَّاهما أعيانُ الأمراء وأَكرمَ السُّلطان مُهَنَّا بن عيسى وأطلق له أموالًا جزيلة كثيرة، من الذَّهب والفِضَّة والقماش، وأقطعه عدَّةَ قرى ورَسم له بالعَوْد إلى أهله، ففرح النَّاسُ بذلك.

قالوا: وكان جميعُ ما أنعم به عليه السلطان قيمة مئة ألف دينار (٥)، وخلع عليه وعلى أصحابه مئة وسبعين خلعةً.

وفي يوم الأحد سادس ذي الحجة حضر درس الرّواحية الفخرُ المصري عوضًا عن قاضي القضاة ابن المجد وحضر عنده القضاة الأربعة وأعيان الفضلاء (٦).

وفي يوم عرفة خُلع على نجم الدين بن أبي الطيِّب بوكالة بيت المال، عوضًا عن ابن المجد، وعلى عماد الدِّين بن الشيرازي بالحسبة عوضًا عن عز الدين بن القلانسي وخرج الثَّلاثةُ من دار السعادة بالطَّرْحات.


(١) ليست في ط.
(٢) الدرر الكامنة (٢/ ٦٣).
(٣) في ب: وجاء الناس للتهنئة.
(٤) في الأصل و أ و ط: الأتابكيتين. وأثبتنا ما في ب والدارس.
(٥) في ب: سبعون ألف درهم.
(٦) في ب: أعيان الفقهاء الفضلاء.

<<  <   >  >>