للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البريد، واستناب على الخطابة أخاه تاج الدين عبد الرحيم؛ فخطب جيدًا بصوت عالٍ فصيح (١).

شهر رمضان المعظم أوله الأحد، في يوم الأربعاء حادي عشره درّس بالمدرسة الشبلية القاضي نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الحنفي، أُعيدت إليه وانتزعت من يد القاضي عماد الدين بن العز، وحضر عنده القضاة (٢).

وتكاملت عمارة المنارة الشرقية في الجامع الأموي في العشر الأخير من رمضان، واستَحْسَنَ النَّاسُ بناءها وإتقانها، وذكر بعضهم أنه لم يبن في الإسلام منارة مثلها ولله الحمد.

ووقع لكثير من الناس في غالب ظنونهم أنها المنارة البيضاء الشرقية التي ذكرت في حديث النواس بن سَمْعان في نزول عيسى ابن مريم على المنارة البيضاء في شرقي دمشق (٣)، فلعل لفظ الحديث انقلب على بعض الرُّواة، وإنَّما كان على المنارة الشرقية بدمشق، وهذه المنارة مشهورة بالشرقية لمقابلتها أختها الغربية، والله أعلم.

شهر شوال أوله الإثنين، كان خروج المحمل والحجيج يوم الخميس حادي عشره. وحجّ ناس كثير من الأعيان وغيرهم وجماعة من المعمّمين.

فمن الشافعية جمال الدين ابن قاضي الزبداني، وجمال الدين بن الرُّهاوي.

ومن الحنفية القاضي عماد الدين بن العز، ومن المالكية صدر الدين المالكي، ومن الحنابلة شرف الدين ابن قاضي الجبل، وعز الدين بن شيخ السلامية.

وكانت الأسعار متحسّنةً في هذه المدة بدمشق، والغلات قليلة، والأخباز متقحطة. وما ذاك إلا لقلة الأمطار في شهري آذار ونيسان، ولكن وقعت رعود في أماكن متفرّقة.

وفي هذا الشهر انتزع تدريس المعينية من يد الشّرف ابن الرومي، وأعيد إلى الصدر ابن البهاء الحنفي.

وكذلك إمامة محراب الحنفية بالجامع الأموي أعيدت إلى الشمس الزنجيلي (٤).

إعدام الدَّكَّالِي (٥): وفي يوم الثلاثاء سلخ شهر شوال عقد مجلس في دار العدل بدار السعادة


(١) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ١٢٥ نقلًا عن ابن كثير.
(٢) في المصدر نفسه ٢/ ١٢٦. هنا انتهى الاستدراك المشار إليه من قبلُ.
(٣) رواه مسلم رقم (٢٩٣٧) في الفتن وأشراط الساعة، باب: ذكر الدجال وصفته وما معه. من حديث طويل عن النواس بن سمعان .
(٤) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل. من قوله: شهر شوال، أوله …
(٥) في ط: الدكاكي. وفي الدرر ٢/ ٤٤١: "الدوكاكي" وكله تحريف، والصواب ما أثبتنا وهو منسوب إلى دكالة، بلد بالمغرب.

<<  <   >  >>