للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه على العادة، وخطب يوم الجمعة بخلعة سلطانية، ومعه تفويض من بني الظاهر بنظر الظاهرية (١).

وفي شهر جمادى الأولى اشتهر أن نائب حلب الأمير سيف الدين طَشْتَمُر الملقب بالحمص الأخضر قائم في نصرة ابن السلطان الأمير أحمد الذي بالكَرَك، وأنّه يستخدم لذلك ويجمع الجموع فالله أعلم (٢).

وفي العشر الثاني منه وصلت الجيوش صحبة الأمير سيف الدين قطلوبغا الفخري إلى الكَرَك في طلب ابن السلطان الأمير أحمد.

وفي يوم الإثنين سادس عشره اعتقل الأمير الموسادي صهر طَيْنال نائب طرابلس في القلعة المنصورة؛ بسبب كلام صدر منه في الملك وبعد أيام يسيره توفيت زوجته في نفاس وعُمل لها ختمة هائلة في دار الذهب التي أنشأها تنكز، وجاء الأمراء إلى خدمة والدها بسبب ذلك والقضاة.

وأُعيد يوم اعتقل الموساوي إلى نيابة القلعة الأمير سيف الدين بن الموتيني.

وفي هذا الشهر كثر الكلام في أمر الأمير أحمد بن الناصر الذي بالكرك، بسبب محاصرة الجيش الذي صحبه الفخري له، واشتهر أن نائب حلب الأمير سيف الدين طَشْتَمُر الملقب بالحمص الأخضر قائم بجنب أولاد السلطان الذين أخرجوا من الديار المصرية إلى الصعيد، وفي القيام بالمدافعة عن الأمير أحمد، ليصرف عنه الجيش، وترك حصاره وعزم بالذهاب إلى الكرك لنصرة أحمد ابن أستاذه، وتهيأ له نائب الشَّام بدمشق، ونادى في الجيش لملتقاه ومدافعته عمّا يريد من إقامة الفتنة وشق العصا، واهتم الجند لذلك، وتأهبوا واستعدُّوا، ولحقهم في ذلك كلفة كثيرة، وانزعج الناس بسبب ذلك وتخوَّفوا أن تكون فتنة، وحَسِبُوا إن وقع قتال بينهم أن تقوم العَشِيرات في الجبال وحوران، وتتعطل مصالح الزراعات وغير ذلك، ثم قدم من حلب حاجب السلطان في الرسلية إلى نائب دمشق الأمير علاء الدين ألطَنْبُغَا ومعه مشافهة، فاستمع لها فبعث معه حاجب الميسرة أيان السَّاقي (٣)، فذهبا إلى حلب، ثم رجعا في أواخر جمادى الآخرة، وتوجّها إلى الديار المصرية، واشتهر أن الأمر على ما هو عليه حتى توافق على ما ذكر من رجوع أولاد الملك الناصر إلى مصر، ما عدا المنصور، وأن يخلّي عن محاصرة الكرك (٤).

وفي العشر الأخير من جمادى الأولى توفّي مظفر الدين مُوسى (٥) بن مُهَنّا ملك العرب ودفن بتَدْمُر.


(١) ليست في أ وب، وط، وهي في الأصل. من قوله: وفي يوم الخميس ثامنه سُمّر. حتى هنا.
(٢) النجوم الزاهرة (١٠/ ٣١)
(٣) في ط: أمان وهو تصحيف. وأثبتنا ما في الدليل الشافي (١/ ١٦٠).
وهو: أيَان بن عبد الله الساقي الناصري. مات سنة (٧٤٦) هـ.
(٤) النجوم (١٠/ ٣٤).
(٥) ترجمته في الذيل ص (٢٣٠) والدرر الكامنة (٤/ ٣٨٢) والنجوم (١٠/ ٧٦).

<<  <   >  >>