للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للقاضي عماد الدين بن الشيرجي، وأخذ منه حجابةُ الديوان، وأعطيت لعماد الدين بن القلانسي ولد الصاحب عز الدين (١).

وفي يوم الأحد رابعه دقّت البشائر بالقلعة وفي باب الميدان لقدوم بشير بالقبض على قَوْصُون بالديار المصرية، واجتمع النَّاسُ لذلك واستبشر كثير منهم بذلك، وأقبل جماعة من الأمراء إلى الكرك لطاعة النَّاصر بن النَّاصر، واجتمعوا مع الأمراء الشاميين عند الكَرَك، وطلبوا منه أن ينزل إليهم فأبى، وتوهم أن هذه الأمور كلها مكيدة ليقبضوه ويسلموه إلى قوصون، وطلب منهم أن ينظر في أمره وردهم إلى دمشق.

وفي هذه الأيام وما قبلها وما بعدها أخذ الفخري من جماعة التجار بالأسواق وغيرها زكاة أموالهم سنة، فتحصل من ذلك زيادة على مئة ألف وسبعة آلاف، وصودر أهل الذمة بقريب من ذلك زيادة على الجزية التي أُخذت أُخذت منهم عن ثلاث سنين سلفًا وتعجيلًا، ثمَّ نُودي في البلد يوم الإثنين الحادي والعشرين من الشهر مناداة صادرة من الفخري برفع الظُّلامات والطلبات وإسقاط ما تبقى من الزكاة والمصادرة، غير أنهم احتاطوا على جماعة من المشاة المكثرين ليشتروا منهم بعض أملاك الخاص (٢)، والبرهان بن بشارة الحنفي تحت المُصادرة والعقوبة على طلب المال الذي وجده في طَميرة وجدها فيما ذكر عنه والله أعلم.

وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين منه بعد الصَّلاة دخل الأمراء السنّة الذين توجهوا نحو الكرك لطلب السلطان أن يقدَمَ إلى دمشقَ فأبى عليهم في هذا الشهر، ووعدهم وقتًا آخر فرجعوا، وخرج الفخري، لتلقيهم، فاجتمعوا قبلي جامع القبيبات الكريمي، ودخلوا كلُّهم إلى دمشق في جمع كثير من الأتراك الأمراء والجند، وعليهم حَمْدة لعدم قدوم السلطان أيده الله صُحبتهم.

وفي يوم الأحد قدم البريد خلفَ قُماري وغيره من الأمراء يطلبهم إلى الكرك، واشتهر أنَّ السلطان رأى النبي في المنام وهو يأمره بالنزول من الكَرَك وقبول المملكة، فانشرح الناس لذلك.

[وتوفي الشيخ عمر (٣) بن أبي بكر بن الميهني (٤) البسطي يوم الأربعاء التاسع والعشرين، وكان رجلًا صالحًا كثير التلاوة والصَّلاة والصَّدقة، وحضور مجالس الذكر والحديث، له همة وصولة على الفقراء المتشبهين بالصَّالحين وليسوا منهم، سمع الحديث من الشيخ فخر الدين بن البخاري وغيره. وقرأت عليه عن ابن البخاري مُختصر المشيخة، ولازم مجالس الشيخ تقي الدين بن تيمية ، وانتفع به، ودفن بمقابر باب الصغير] (٥).


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل
(٢) النجوم الزاهرة (١٠/ ٥٩)
(٣) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ١٥٧)
(٤) في ط: الثيمي، وأثبتنا ما في الدرر.
(٥) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، واستدركته ط

<<  <   >  >>