للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خبر الشاميين كان عندهم من أمر السلطان أضعاف ما حصل عند الشاميين، فبادروا إلى ما كانوا عزموا عليه، ولكن تردَّدوا خوفًا من الشاميين أن يخالفوهم فيه ويتقدَّموا في صحبة السلطان لقتالهم، فلما اطمأنوا من جهة الشاميين صمموا على عزمهم فخلعوا الناصر أحمد، وملكوا عليهم أخاه الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن المنصور، جعله الله مباركًا على المسلمين، وأجلسوه على السرير يوم الثلاثاء العشرين من المحرم المذكور، وجاء كتابه مسلّمًا على أمراء الشام ومقدَّميه، وجاءت كتب الأمراء إلى الأمراء بالسلام والإخبار بذلك، ففرح المسلمون وأمراء الشام والخاصة والعامة بذلك فرحًا شديدًا، ودُقت البشائر بالقلعة المنصورة يومئذ، ورسم بتزيين البلد، فزَيَّنَ النَّاسُ صبيحة الثلاثاء السابع والعشرين منه.

ولما كان يوم الجمعة سلخ المحرم خُطب بدمشق للملك الصالح عماد الدنيا والدين إسماعيل بن الناصر بن المنصور (١).

شهر صفر أوله السبت وفي يوم الأحد ثانيه توفي الأمير يُنجي (٢) شادّ الدواوين، وحضر جنازته القضاة والأعيان.

وفي يوم الاثنين ثالثه رسم برفع الزينة، وهو تكميل سبعة أيام) (٣).

وفي يوم الخميس سادس صفر درس بالصَّدريَّة (٤) صاحبنا الإمام العلامة شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزُّرعي إمام الجوزية، وحضر عنده الشيخ عز الدين بن المُنَجَّى (٥) الذي نزل له عنها، وجماعة من الفضلاء.

وفي يوم الأحد سادس عشره دخل الأمير سيف الدين أَلْملِك من حماة إلى دمشق ذاهبًا إلى الديار المصرية على وظيفته في المشورة، فنزل بالميدان الأخضر الكبير، فرحنا للسلام عليه فاجتمعنا به، ورأيناه رجلًا حسنًا (٦).

وفي هذا اليوم توفيت ست الفضل (٧) بنت كمال الدين العطار، زوجة شيخنا الإمام برهان الدين الفزاري، وصلّي عليها ظهر هذا اليوم، ودفنت في تربة زوجها المذكور، وحضرها القضاة والأعيان (٨).


(١) الدرر الكامنة (١/ ٣٨٠) والنجوم الزاهرة (١٠/ ٧٤ - ٧٨) وبدائع الزهور (١/ ٤٩٨).
(٢) ترجمتة في أعيان العصر ٥/ ٥٩٤، والدرر الكامنة ٤/ ٤٤٣، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٣٥٠.
(٣) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٤) "الحنبلية": الدارس (٢/ ٨٦) وهي جنوبي قصر العظم.
(٥) هو: محرر بن أحمد بن المُنجا. مات سنة (٧٤٦ هـ) الدارس (٢/ ٧٤).
(٦) الخبر في تاريخ قاضي ابن شهبة ٢/ ٣٠٢. نقلًا عن ابن كثير.
(٧) لم أقع لها على ترجمة.
(٨) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.

<<  <   >  >>