للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الأحد سلخ الشهر المذكور حضر القاضي فخر الدين المصري ودرس بالعادلية الصغيرة وحضر النَّاسُ عنده على العادة، وأخذ في قوله تعالى: ﴿هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا﴾ [يوسف: ٦٥].

شهر ربيع الأول، أوّله الإثنين قدم الأمير سيف الدين قرمشي يوم الإثنين ثامنه على خبز ينجي شاد الدواوين، فنزل دار الذهب، وخرج الناس للسلام عليه، ثم انتقل إلى قريب المدينة.

وعملت المواليد بالجامع ليلة الجمعة على العادة في محراب الصحابة، ومحراب الحنفية، وغيرهما.

وفي يوم الأحد الحادي والعشرين منه توفيت فاطمة بنت (١) … امرأة القاضي جلال الدين القزويني، وأم بدر الخطيب، صلّى عليها ابنها الخطيب تاد الدين عبد الرحيم بالجامع الأموي صلاة العصر يومئذ، ودفنت عند زوجها وولدها بدر الدين بمقابر الصُّوفية، وحضر جنازتها القضاة والأعيان (٢).

وفي آخر شهر ربيع الأول جاء المرسوم من الديار المصرية بأن تخرج تجريدة من دمشق بصحبة الأمير حسام الدين البَشْمَقْدَار (٣) لحصار الكرك الذي تحصن فيه السلطان (٤) أحمد، واستحوذ على ما عنده من الأموال التي أخذها من الخزائن من ديار مصر، وبرز المنجنيق من القلعة إلى قبل جامع القبيبات، فنُصب هناك وخرج الناس للتفرج عليه ورمي به و من نيتهم أن يستصحبوه معهم للحصار.

شهر ربيع الثاني أوله الثلاثاء، وفي يوم الأربعاء ثانيه قدم الأمير علاء الدين ألطنبغا المارداني من الديار المصرية على قاعدته وعادته (٥).

وفي يوم الخميس عاشره دخل إلى دمشق الأميران الكبيران ركن الدين بيبرس الأحمدي من طرابلس، وعلم الدين الجاولي من حماة سَحَرًا، وحضرا الموكب ووقفا مكتنفين لنائب السلطنة:: الأحمدي عن يمينه والجاولي عن يساره، ونزلا ظاهر البلد، ثم بعد أيام يسيرة توجّه الأحمدي إلى الديار المصرية على عادته وقاعدته رأس مشورة، وتوجّه الجاولي إلى غَزَّة المحروسة نائبًا عليها، وكان الأمير بدر الدين مسعود بن خَطِير على إمرة الطبلخانات بدمشق.

وفي يوم الخميس رابع عشره خرجت التجريدة من دمشق سحرًا إلى مدينة الكرك بحضرة السلطان،


(١) بياض قدر كلمة لم يتوجه في قراءته، ولم أعثر على ترجمة لها، لعلها مما انفرد ابن كثير بترجمته.
(٢) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل
(٣) في ط: السمقدار وهو تحريف. وأثبتنا ما في الدرر الكامنة (٢/ ٣١٧) وهو: طُرُنْطاي البَشْمَقْدار مات سنة (٧٤٨ هـ) وقد جاوز السبعين. وفي الدليل الشافي (١/ ٣٦١): البَجْمَقْدَار.
(٤) في ط: ابن السلطان.
(٥) النجوم (١٠/ ٨٢).

<<  <   >  >>