للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصحبتهم المنجق على الجمال والعجل، ومقدم هذه التجريدة حسام الدين طَرَنْطاي البشمقدار، وصحبته (١) الأمير شهاب الدين بن صُبح والي الولاة بحوران مشد المجانيق، وخرج الأمير سيف الدين بهادر الأوْجاقي (٢) الملقب بحلاوة والي البر بدمشق إلى ولاية الولاة بحوران.

وفي يوم الجمعة ثامن عشره وقع بين النائب والقاضي الشافعي بسبب كتاب ورد من الديار المصرية فيه الوَصَاةُ بالقاضي السبكي المذكور ومعه التوقيع بالخطابة له مضافًا إلى القضاء وخلعة من الديار المصرية، فتغيَّظَ (٣) عليه النائب لأجل أولاد الجلال، لأنّهم عندهم عائلة كثيرة وهم فقراء، وقد نهاه عن السعي في ذلك، فتقدم إليه يومئذ أن لا يُصلّي عنده في الشُّباك الكَمَالي، فنهض من هناك وصلى في الغزالية.

وفي يوم الأحد العشرين منه دخل دمشق الأمير سيف الدين أُرنبغا (٤) زوج ابنة السلطان الملك الناصر مجتازًا ذاهبًا إلى طرابلس نائبًا بها، في تجمل وأبهة ونجائب وجنائب، وعدة، وبرك كامل.

وفي يوم الخميس الرابع والعشرين منه دخل الأمير بدر الدين بن الخطيري معزولًا عن نيابة غزة المحروسة فأصبح يوم الخميس فركب في الموكب وسير مع نائب السلطنة، ونزل في داره وراح الناس للسلام عليه.

شهر جمادى الأولى وأوله الخميس، وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر منه (٥) زينت البلد لعافية السلطان الملك الصالح لمرض أصابه، ثم شفي منه (٦).

وفي يوم الجمعة السادس عَشَر منه قبل العصر ورد البريد من الديار المصرية بطلب قاضي القضاة تقي الدين السبكي إليها حاكمًا بها (٧)، فذهبَ النَّاسُ للسلام عليه ولتوديعه، وذلك بعدما أرجف الناس به كثيرًا، واشتهر أنَّه سينعقد له مجلس للدعوى عليه بما دفعه من مال الأيتام إلى أَلْطَنْبُغا وإلى الفخري، وكتبت فتوى عليه بذلك في تغريمه، وداروا بها على المفتين فلم يكتب لهم أحد فيها غير القاضي جلال الدين بن حسام الدين الحنفي، رأيت خطه عليها وحده بعد الصَّلاة، وسئلتُ في الإفتاء عليها فامتنعتُ لما فيها من التشويش على الحكام، وفي أول السُّؤال مرسوم نائب السلطان أن يتأمل المفتون هذا السؤال


(١) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٢) في ط: بهادر الشمس. وأثبتنا ما في الدرر الكامنة (١/ ٤٩٧) وهو غير بهادر الشمسي. المتوفى سنة (٧١٨) هـ.
(٣) في ط: فتغبط.
(٤) في ط: أربعا. وأثبتنا ما في النجوم (١٠/ ٩٩) وغيره.
وهو: أُرُنْبُغَا بن عبد الله الناصري. مات سنة (٧٤٣) هـ.
(٥) في أوب: صفر. وهو وهم.
(٦) النجوم (١٠/ ٨١).
(٧) في ط: حاكمها وهو تحريف.

<<  <   >  >>