للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكَرَك، وقد توجّهت القضية إلى خير إن شاء الله (١).

وقبل ذلك بأيام يسيرة هرب من قلعة الكَرَك الأمير سيف الدين (٢) أبو بكر بن بهادر آص الذي كان أسر في أوائل حصار الكَرَك، هو وجماعة من مماليك الناصر أحمد، كان اتهمهم بقتل الشُّهَيْب أحمد، الذي كان يعتني به ويحبُّه، واستبشر الجيوش بنزول أبي بكر من عنده وسلامته من يده، وجُهِّز إلى الديار المصرية معظَّمًا، هذا والمجانيق الثلاثة مُسلَّطة على القلعة من البلد تضرب عليها ليلًا ونهارًا، وتدمر في بنائها من داخل، فإنَّ سورها لا يؤثر فيه شيء بالكلية، ثم ذكر أنّ الحصار فتر ولكن مع الاحتياط على أن لا يدخل إلى القلعة ميرةٌ ولا شيء مما يستعينون به على المقام فيها، فالله المسؤول أن يحسن العاقبة.

وفي يوم الأربعاء ثاني عشره درّس بالخانونية البرّانية الشيخ فخر الدين بن السراج الحنفي الرومي، بعد وفاة القاضي برهان الدين ابن عبد الحق (٣) وحضر عنده القضاة والأعيان على العادة، وأُخذ م منه تدريس الزنجيلية بمحلة المنيبعة للشيخ شمس الدين الكاشغري.

وفي يوم الخميس ثالث عشره ولّي فيها القاضي أمين الدين بن القلانسي وكالة بيت المال عوضًا عن علاء الدين بن شمريوخ وذهب الناس للسلام عليه والتهنئة.

وقدمت كتب الحجاج صبيحة يوم الجمعة رابع عشره وفيها أمور عظيمة مما لقَوْا من الغلاء وقلّة الظهر، وما حصل لهم في الرّجعة من هلاك كثير من الناس والجمال وغير ذلك، ولا سيما ليلة وادي العظامي.

قرأت في كتاب: أنه هلك به ليلتئذٍ نحو من ألفي نفس، وأبيع في الرجعة كيل الشعير بأزيد من خمسين درهما، وبلغت الشربة بوادي العظامي دينارين مصريين وقيل مئة درهم، وفي يوم الأحد سادس عشره قدم خلق من الحجاج من التركمان صحبة القاضي فخر الدين المصري والشيخ عمر بن جامع، وجماعة من أهل البلد. وذكروا أنهم لم يلقوا شيئًا مما ذكر الحجاج في كتبهم من الغلاء وقلّة الماء (٤).

وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين منه بعد الصلاة حكم بالعادلية القاضي جمال الدين حسن ابن قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي نيابة عن أبيه عوضًا عن تقي الدين أبي الفتح ، وحضر عنده القاضيان المالكي والحنبلي، وجماعة من الفقهاء والأعيان.

شهر صفر المبارك أوّله الأحد، في ليلة الثلاثاء ثالثه وقع حريق كبير بدار السعادة احترقت منه الطارمة (٥) التي بناها تنكز المشرفة على باب النصر المطلة على الخندق، وكانت هائلة جدًّا.


(١) النجوم الزاهرة (١٠/ ٩١) وفيه: وهي التجريدة الثامنة.
(٢) في الدارس (٢/ ٢٢٩): تقي الدين
(٣) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٦٦.
(٤) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٠٦، نقلا عن ابن كثير. وليس في المطبوع منه.
(٥) قرب القلعة بدمشق، ذكرها ابن قاضي شهبة نقلا ابن كثير.

<<  <   >  >>