للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي صبيحة يوم الأربعاء ثامن عشره درّس القاضي بهاء الدين أبو البقاء ابن عم قاضي القضاة تقي الدين الشافعي ونائبه بحلقة صاحب حمص بالجامع الأموي، عوضًا عن ابن عمه القاضي تقي الدين أبي الفتح - وذكر شيئًا في فضل: (البَسْمَلَة) ثم أسند حديث يحيى بن معمر عن ابن عمر في القدر من طريق مسلم (١)، وتكلّم على رجاله، منه إلى الصحابي، وكنت فيمن حضر عنده.

وفي صبيحة يوم الأربعاء الخامس والعشرين منه حكم القاضي نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الحنفي نيابة عن والده بالمدرسة النورية، وحضر عندهم القاضي الشافعي وبنوه وذووه) (٢).

وفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين من صفر قدم البريد مسرعًا من الكَرَك، فأخبر بفتح القلعة، وأن بابها أُحرق، وأن جماعة الأمير أحمد بن الناصر استغاثوا بالأمان، وخرج أحمد مقيدًا وسير على البريد إلى الديار المصرية، وذلك يوم الإثنين بعد الظهر الثالث والعشرين من هذا الشهر (٣)، ولله عاقبة الأمور.

وفي صبيحة يوم الجمعة رابع ربيع الأول دقت البشائر بالقلعة، وزينت البلد عن مرسوم السلطان الملك الصالح سُرورًا بفتح البلد، واجتماع الكلمة عليه، واستمرَّت الزينة إلى يوم الإثنين سابعه، فرسم برفعها بعد الظهر، فتشوش كثير من العوام، وأرجف بعض الناس بأن أحمد قد ظهر أمره وبايعه الأمراء الذين هم عنده، وليس لذلك حقيقة، ودخلت الأطلاب من الكَرَك صبيحة يوم الأحد ثالث عشر ربيع الأول بالطبلخانات والجيوش.

واشتهر إعدام أحمد بن الناصر (٤).

شهر ربيع الأول أوّله الثلاثاء، وفي يوم الجمعة حادي عشره صُلّي بالجامع الأموي على الشيخ أثير (٥) الدين أبي حيان النحوي، شيخ البلاد المصرية من مدة طويلة، وكانت وفاته بمصر عن تسعين سنة وخمسة أشهر (٦).


(١) قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله كُلُّ شيء بقدر، حتى العجز والكَيْس، أو الكَيْس والعجز".
رواه مسلم في صحيحه في القدر رقم (٢٦٥٥) باب: كل شيء بقدر من حديث ابن عمر.
والكيس: ضد العجز، وهو النشاط والحذق بالأمور.
(٢) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله: وفي يوم الأربعاء ثاني عشره.
(٣) النجوم الزاهرة (١٠/ ٩٢).
(٤) ترجمته في الذيل ص (٢٤٢) والدرر الكامنة (١/ ٢٩٤) والنجوم الزاهرة (١٠/ ٩٣) والذيل التام للسخاوي (١/ ٦٥).
(٥) في ط: أمين الدين وهو تحريف. وهو: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي.
ترجمته في الذيل ص (٢٤٣) والوفيات لابن رافع (١/ ٤٨٢) والدرر الكامنة (٤/ ٣٠٢) وفوات الوفيات (٤/ ٧١) وبغية الوعاة (١/ ٢٨٠) والذيل التام للسخاوي (١/ ٦٨ - ٧٠).
(٦) في الثامن والعشرين من صفر.

<<  <   >  >>