للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الاثنين حادي عشر خرجت أطلابٌ مجرّدة إلى نحو تدمر، وأطلاب أُخر إلى البقاع والأمور صعبة بالنسبة إلى مداراة الأعراب، وما في الجبل من الحروب والعشران.

وخسف القمر في ليلة الرابع عشر من هذا الشهر، وصُلّي بالجامع وقت السّحر صلاة الخسوف. صلى بالناس نائب الخطابة، وخطب بعد الصلاة ونزل، وصلّى الناس عن سنة الفجر؛ وأقيمت الصلاة للفجر.

وفي يوم الخميس الثامن والعشرين منه طلعت الشمس كاسفةٌ، فنُودي بالمنابر بعد ساعة جيدة، بعد أن كادت أن يعمّها الكسوف ثم لطف الله بالحال.

وفي ليلة سلخ هلال الشهر أو مستهلّ الذي يليه هجم جماعة من الجبلين على مدينة الزبداني وما حولها من القرى، وقتلوا جماعة من أهاليها، وحرقوا طائفة من بيوتها، حتى قيل: إنّهم هموا بإحراق الجامع الذي بالزبداني. وفرّ كثيرٌ من أهلها تحت الليل، فما أصبح لهم الصباح إلّا بالصالحية.

وخرجت أطلاب الأمراء في الليل، ومعهم الطبلخانات وآلات الحرب قاصدين الزبداني (١).

وفي ليلة الإثنين عاشر جُمادى الآخرة توفي صاحبُنا المحدث تقي الدين محمد بن صدر الدين سليمان الجَعْبَري (٢) زوج بنت ابن الشيخ جمال الدين المِزّي، والد شرف الدين عبد الله، وجمال الدين إبراهيم وغيرهم، وكان فقيهًا بالمدارس، وشاهدًا تحت السَّاعات وغيرها، وعنده فضيلة جيدة في قراءة الحديث وشيء من العربية، وله نظمٌ مستحسن، انقطع يومين وبعض الثالث وتوفي في الليلة المذكورة في وسط الليل، وكنت عنده وقت العشاء الآخرة ليلتئذ، وحدَّثني وضاحكني، وكان خفيف الرُّوح رحمه ، ثم توفي في بقية ليلته ، وكان أشهدني عليه بالتوبة من جميع ما يُسْخط الله ﷿، وأنَّه عازم على ترك الشهود أيضًا ، صُلِّي عليه ظهر يوم الإثنين، ودُفن بمقابر باب الصغير عند أبويه .

وفي يوم الجمعة ثاني عشري شهر رجب خطب القاضي عماد الدين بن العز الحنفي بجامع تَنْكِز خارج باب النصر عن نزول الشيخ نجم الدين علي بن داود القَحْفَازي (٣) له عن ذلك، وأيضًا نائب السلطنة الأمير سيف الدين طُقُزْدَمِر وحضوره عنده في الجامع المذكور يومئذ (٤).

وفي يوم الجمعة تاسع عشري رجب توفي القاضي الإمام العالم جلال الدين أبو العباس أحمد بن (٥)


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل. من قوله: وعمّر في هذا الشهر ربعٌ.
(٢) ترجمته في الوفيات لابن رافع (١/ ٤٩٠) وفيه وفاته: ليلة الإثنين سادس عشر جمادى، والدرر الكامنة (٣/ ٤٤٩) وفيه: محمد بن سليمان بن عبد الله بن سليمان الجعفري، وفي الهامش الجعبري.
(٣) في ط: القفجاري وهو تحريف. وسيأتي عما قريب.
(٤) الدارس (١/ ٥٤٨).
(٥) ترجمته في الذيل ص (٢٤٤) وفيه: أبو المفاخر، والوفيات لابن رافع (١/ ٤٩٢) وفيه: أبو العباس، والدرر الكامنة (١/ ١١٧) والفوائد البهية ص (١٦ - ١٧) والذيل التام للسخاوي (١/ ٧٠) وفيه: أبو المفاخر.

<<  <   >  >>