للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين منه صلّى نائب السلطنة بالشبّاك الكمالي على العادة ومعه القاضي، ولما انقضت الصلاة مشى في صحن الجامع، وذهب إلى الخانقاه السميساطية لزيارة الفقراء، فأضافه القاضي المالكي، وهو شيخ الشيوخ هناك ومن معه من القضاة، ثم ذهب إلى دار الحديث الأشرفية فزار الأثر الشريف، وسقاه قاضي القضاة السبكي الشافعيّ شيخ دار الحديث مشروبًا، ثم رجع إلى دار السّعادة ماشيًا.

وفي صبيحة يوم الأحد السابع والعشرين منه ذكَرَ الدّرس بالجوزية الشيخ الإمام العالم العلّامة شرف الدين بن الشرف الحنبلي عوضًا عن الشيخ عز الدين بن المُنجّى، وحضر عنده القضاة وجماعة من الأعيان والفضلاء، وأخذ في تفسير قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: ٢١].

وفي يوم الإثنين الثامن والعشرين منه كسفت الشمس بعد الظهر، وصلى الناس بالجامع. وخطب الخطيب قُبيل العصر.

شهر جمادى الآخرة أوّله الخميس. في أوّله قدم الأمير أحمد بن مهنا ملك العرب من مصر وقد فوّض إليه السلطان إمرة العرب، وعزل ابن عمه سيف بن فضل. ورسم له السلطان بعودِ إقطاعات إخوته، والإفراج عن أملاكهم. وكان هذا المذكور قد اعتقله السلطان الملك الصالح بقلعة دمشق، ثم نُقل إلى قلعة صفد، فلما وُلّي الملك الكامل أفرج عنه، وخلع عليه، وأحسن إليه (١).

واشتهر في العشر الأوسط من جمادى الآخرة وفاة الأمير سيف الدين طُقُزْدَمُرَ (٢) بعد وصوله إلى الديار المصرية بأيام، وكان ذلك ليلة الخميس مستهل هذا الشهر، وذكر أنّه رُسم على ولده وأستاذ داره، وطلب منهم مالٌ جزيل، فالله أعلم.

وفي يوم الإثنين ثاني عشره توفي القاضي علاءُ الدّين (٣) بن العز الحنفي، نائب الحكم، ببستانه بالصالحية ودُفن بها، وذلك بعد عود المدرسة الظاهريّة إليه، وأَخْذه إياها من عمه القاضي عماد الدين إسماعيل، كما قدمنا، ولم يدرِّس فيها إلا يومًا واحدًا، وهو متمرِّض، ثم عاد إلى الصَّالحية فتمادى به مرضُه إلى أن مات .


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله: وفي آخر هذا اليوم أذانَ المغرب.
(٢) ترجمته في الذيل ص (٢٥١) وفيه: (طُقُزْتَمُر) والدرر الكامنة (٢/ ٢٢٥) وكذلك فيه والنجوم الزاهرة (١٠/ ١٤٢) وفيه: (طقزدمر) وكذلك هو في البدائع (١/ ٥٠٧).
(٣) ترجمته في الذيل ص (٢٥١)، والوفيات لابن رافع: (٢/ ١٢) وفيه: توفي في العشرين من جُمادى الآخرة. والدرر الكامنة (٣/ ١١٨) والذيل التام (١/ ٧٦).
وهو: علي بن محمد بن محمد بن أبي العزّ الحنفي.

<<  <   >  >>