للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك، فأمضى ذلك له، وحكم في دمشق على العادة، وذهب الناس للسّلام عليه، وتهنئته. وبعد ذلك بأيام لبس الخلعة ودرّس بالخاتونية، ودار في البلد على عادة النُّظّار.

وفي العشر الأخير من هذا الشهر قدم الأمير بَيْدَمِر البدري من الديار المصرية على نيابة حلب، فاحتفلَ له نائب السلطنة وأكرمه، وأنزله القصر الأبلق. ثم ذهب في أوائل شعبان.

شهر شعبان المبارك وأوله الخميس، في يوم الإثنين ثاني عشره صُلّي على القاضي تقي الدين عبد الكريم ابن القاضي محيي الدين بن الزكي المعروف بشيخ الشيوخ (١) بالجامع المطفري بالسّفح صلاة الظهّر، ودفن بتربتهم، وكان من رؤساء دمشق، وترك وراءه ذريّةً وديونًا كثيرة، سامحه الله.

وكان مولده يوم عرفة سنة أربع وستين وستمئة بالقاهرة.

وعمل النصف بالجامع ليلة الخميس، واحتفل الناس له، وحضر نائب السلطنة أيضًا من قبل العشاء الآخرة، وحضر عنده قرّاء البلد، فقرؤوا بين يديه، وتفرّج، ثم انصرف بعد العشاء، ثم ركب بعد ذلك بأيام إلى الصّيد في جماعة من الأمراء إلى الجهة القبلية، وبين يديه إقامة عشرين يومًا.

وفي النصف منه خلع على القاضي تقي الدين بن أبي الطيّب بتوقيع الدَّست، وسافر النائب قبل أن يباشر (٢).

وقد صلَّى في شهر رمضان من هذه السنة بالشامية البرانية صبي عمره ست سنين، وقد رأيته وامتحنته فإذا هو يجيد الحفظ والأداء، وهذا من أغرب ما يكون.

وفي يوم الخميس سابعه قدم نائب السلطنة من الصيد، وجلس في دار العدل وحوله المباشرون، وحضر ابن أبي الطيّب، فأُجلس تحت القاضي أمين الدين بن القلانسي.

وفي يوم السبت خلع على القاضي زين الدين الحُسيني بن عدنان بنقابة الأشراف، وأشعلت له الشموع بين يديه.

وفي يوم الإثنين حادي عشره خلع على الأمير الباسيري بشدّ الدواوين عوضًا عن حسام الدين البرجمي (٣).

وفي العشر الأوائل من هذا الشهر فرغ من بناء الحمّامين اللَّذَيْن بناهما نائب السلطنة بالقرب من الثابتية في خان السلطان العتيق، وما حولها من الرباع والقرب وغير ذلك.


(١) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٩٤ نقلًا عن ابن كثير وليست في المطبوع منه، وأعيان العصر ٣/ ١٣٤ والدرر الكامنة ٢/ ٤٠٤ والذيل التام ١/ ٨٦.
(٢) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل. من قوله: وفي يوم الجمعة ثاني عشره.
(٣) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.

<<  <   >  >>