للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الإثنين رابعه باشر الشيخ علاء الدين القونوي الحنفي مشيخة الشيوخ بمرسوم ملك الأمراء، وحضر الخانقاه السُّميساطية، وحضر عنده القضاة الثلاثة، وجماعة من الأعيان) (١).

وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من المحرم وصل تقليد قضاء للقاضي جمال الدين المسلَّاتي (٢) الذي كان نائبًا للقاضي شرف الدين قبله، وخلع عليه من آخر النهار.

وفي يوم الإثنين الخامس والعشرين منه دخل المحمل السلطاني والحجيج والقضاة بين يديه على العادة. والقاضي المالكي لابسٌ الخلعة.

وقدم الحجاجُ شاكرين لهذه السنة من رخصها وأمنها، وأخبرونا أنّه درّس الشيخ فخر الدين النُّويري المالكي بمكة في درسٍ مجدّد في المسجد الحرام، وحضر عنده قاضي القضاة عز الدين بن جماعة، والقاضي موفق الدين الحنبلي، وجماعة من أعيان الفضلاء المصريين والشاميين، وكان الدرس في حديث جبريل في المواقيت (٣).

شهر صفر، أوّله الأحد، في مستهلّه حضر القاضي جمال الدين المسلّاتي درس المالكية، وحضر عنده جماعة من الفضلاء والقضاة، واستناب القاضي شمس الدين القفصي نائب الحكم الذي توفي.

وجاءت الأخبار في هذا الشهر وما قبله بأنّ الفأر أهلك ضياعًا كثيرة من الجولان وحوران، وبلادٍ كثيرةٍ لم يكن لها عادة بذلك أصلًا، فنقص المُغلُّ بسبب ذلك، وارتفع السّعر، وأبيعت الغرارة بأزيد من مئتين وخمسين، ورخص الخبز في أوائل ربيع الأول.

شهر ربيع الأول، أوّله الإثنين، وفي يوم الأربعاء ثالثه درّس القاضي صدر الدين بن القاضي بهاء الدين أبي البقاء السُّبكي بتربة أم الصالح عن نزول شمس الدين ابن خطيب يبرود له عن ذلك، وتعويضه عن ذلك بإعادة الناصرية الجوّانية، وحضر عنده القضاة والفضلاء والأعيان، وكان الدّرس في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٦٤].

وفي يوم الأحد ثالث عشره حضر الدرس بالقيمازيّة صدر الدين ابن القاضي علاء الدين بن العز الحنفي، وقد كانت لأبيه من قبله، وكتبت باسمه، فلمّا تأهل، درس بها، وحضر عنده القضاة والفضلاء على العادة، وكان درسه على قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: ١٢٨].

وفي يوم الأربعاء سادس عشره دخل الأمير سيف الدين أرغون شاه الذي كان نائبًا بصفد إلى دمشق في


(١) ليست في أ وب وط وهي في الأصل.
(٢) هو: محمد بن عبد الرحيم. مات سنة (٧٧١) هـ.
(٣) رواه البخاريّ رقم ٤٩٩. في كتاب مواقيت الصلاة، ومسلم رقم ٦١٠ في المساجد ومواضع الصلاة. باب: أوقات الصلوات الخمس من حديث بشير بن أبي مسعود عن أبيه أبي مسعود الأنصاري.

<<  <   >  >>