للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيه قَتل رجلٌ من الأعجام شريكًا له في التجارة بخانٍ ظاهر باب الفراديس، فلما ظهر عليه ادّعى أنه غلامه، فتوقف في أمره حتى بان خلاف ذلك، مما قيّد به، واحتيط على ماله.

شهر جمادى الأولى، أوّله الخميس. [وليس فيه حوادث ولا وفيات] (١).

شهر جمادى الآخرة، أوله السبت، اشتهر في أوائله أن إنسانًا قدم على صفدٍ، وزعم أنه أبو بكر بن السلطان الملك الناصر الذي عهد إليه أبوه في مرضه الذي توفي فيه بالسلطنة، فملكه الأمراء عليهم بعده، ولُقّب بالملك المنصور كجدّه، ثم لم يلبث إلّا يسيرًا حتى مسك، وأرسل مع بعض الأمراء ليقتله ويأتي برأسه، فذكر بعض الأمراء الكبار أنه جيء برأسه على هيئته، وزعم هذا أنه هو وأنّه لم يقتل، وأنه كان مختفيًا في بعض البلاد، فيقال: إنه سأله الأمراء عن أشياء يستدلّون بها على صدقه، فذُكر أنه اضطرب في الجواب، فاحتيط عليه، وأرسل إلى الديار المصرية، للتبيين في أمره، فجاء المرسوم بحمله إلى الديار المصرية مخسّبًا، مقيّدًا، فأرسل لذلك، فضرب هناك بالمقارع، وسمّر، وقطع لسانه، وطيف به في البلد، ثم حُمل إلى المارستان (٢).

وفي أوائل شهر رجب الفرد اشتُهر أن نائب حلب بَيْبُغا أُرُوس اتفق مع نائب طرابُلُس بَكْلَمُش، ونائب حلب أمير أحمد بن مشد الشربخاناه على الخروج عن طاعة السلطان حتى يمسك شَيْخُون وطَاز، وهما عضدا الدولة بالديار المصرية، وبعثوا إلى نائب دمشق وهو الأمير سيف الدين أَرْغُون الكاملي، فأَبى عليهم ذلك، وكاتب إلى الديار المصرية بما وقع من الأمر، وانزعج الناس لذلك، وخافوا من غائلة هذا الأمر وبالله المستعان (٣).

ولما كان يوم الإثنين ثامن الشهر جمع نائب السلطنة الأمراء عنده بالقصر الأبلق واستحلفهم بيعة أخرى لنائب السلطنة الملك الصالح، فحلفوا له، واتفقوا على السمع والطاعة والاستمرار على ذلك.

وفي يوم الجمعة ثاني عشره دخل نائبُ السّلطنة بعد الصلاة إلى المقصورة وأخذَ له فألًا من المصحف العثماني، وزار جماعةً من المشايخ الصّالحين، ثم دخل إلى الخانقاه السُّميساطية، وأضافه الصُّوفية فيما قيل حلاوةً عجمية، ثم أرسل لهم ولغيرهم من الفقراء دراهم ففرّقت عليهم.

وفي ليلة السبت ثالث عشره احترقت المدرسة الصمصامية للمالكية، وكان جمهور الحريق في سكن القاضي منها ومن غرب المدرسة، وهي قاعة وطباق فوقها، وخرج التاج في الليل إلى العادلية الكبيرة


(١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢) ليست في أ وب، وط، وهي في الأصل. من قوله: شهر ربيع الأول، أوّله الثلاثاء.
(٣) النجوم الزاهرة (١٠/ ٢٧٠) الذيل التام للسخاوي (١/ ١٢٣ - ١٢٥).

<<  <   >  >>