للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنصب، وشاع بين الناس أنّ قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي يُطلب إلى الديار المصرية لتولية القضاء بها، وذُكر للمنصب جماعة، وطلبوا منه أن يعود إلى المنصب فعاد، ولبس الخلعة.

شهر شعبان، أوّله السبت، لم يعمل ليلة النصف بالجامع الأموي، ولم توقد القناديل على ما جرت به تلك البدعة الشنعاء التي كانت مستمرة، بل منّ الله تعالى بإطفائها، وزوالها، وإخمادها منذ ثلاث سنين شهر رمضان المعظم، أوّله الاثنين (١).

وفي أوئله اتفق أن جماعة من المفتين أفتوا بأحد قولي العلماء، وهما وجهان لأصحابنا الشافعية، وهو جواز استعادة ما استهدم من الكنائس، فتعصَّب عليهم قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي فقرَّعهم في ذلك ومنعهم من الإفتاء، وصنَّف في ذلك مصنفًا يتضمن المنع من ذلك سمَّاه "الدسائس في الكنائس" (٢).

وفي خامس شهر رمضان قدم بالأمير دُلْغَادر (٣) التركماني الذي كان مؤازرًا لبَيْبُغَا في العام الماضي على تلك الأفاعيل القبيحة، وهو مضيَّق عليه، فأُحضر بين يدي النائب، ثم أُودع القلعة المنصورة في هذا اليوم.

وفي يوم الأحد رابع عشره درّس بالركنية الشيخ شمس الدين البانقوسي الحنفي عوضًا عن علاء الدين بن زين الدين بن عبد الحق (٤) توفيّ وفي صبيحة يوم الاثنين الخامس عشر منه قُدم بالأمير ابن دُلغادر التركماني الذي كان مؤازًا لبيبُغَا أروس على تلك الأفاعيل القبيحة، وهو مضيّق عليه إلى بين يدي نائب السلطنة، ثم أودع القلعة من يومه.

شهر شوال، أوّله الأربعاء، توفي الأمير بدر الدين ابن الخطير (٥) في يوم الثلاثاء سادسه، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

وخرج المحمل في يوم الخميس تاسعه، وأمير الركب ابن المنكورسي، وقد قدّمنا شيئًا من خبره. وتوفيّ الصدر علاء الدين بن الفويره الحنفي (٦)، شاهد الخزانة، وموقّع الدَّست في العشر الأوسط منه، ودفن بالصالحية.

وفي هذا اليوم بعينه خُلع على القاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن قاضي القضاة تقي الدين السّبكي الشافعي بطرحة، وجلس مع موقعي الدَّست.


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله: وفي أوائل هذا الشهر تكامل.
(٢) الذيل التام (١/ ١٣٤).
(٣) في ط: أبو الغادر وهو تحريف
(٤) لم أقع على ترجمة له، لعله مما انفرد ابن كثير بذكره.
(٥) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٧. نقلًا عن ابن كثير، وليس في المطبوع منه والدر الكامنة ٤/ ٣٤٨ والذيل التام ١/ ١٣٤.
(٦) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٣، والدرر الكامنة ٣/ ١٣٩. والذيل التام ١/ ١٣٥.

<<  <   >  >>